الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وأيه الزخرف والرحمن والنور فيها جاء بعد الثاني

      أخبر عن الشيخين بحذف ألف: "أيها" الواقع بعد الهاء في سورة "الزخرف" و: "الرحمن"، والثالث في "النور"؛ وهي:وقالوا يا أيه الساحر ادع لنا ربك ، سنفرغ لكم أيه الثقلان ، وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون .

      وقد قرأه الشامي في المواضع الثلاثة بضم الهاء، ووقف عليه أبو عمرو والكسائي بالألف على الأصل، والباقون بحذفها مع إسكان الهاء تبعا للرسم، واحترز بقوله: "بعد الثاني" من الأول، والثاني وهما: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ، يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم ، ومراد الناظم بما بعد الثاني الثالث فقط كما قررنا، وإن كانت عبارته تشمل الرابع أيضا، وهو: يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم ، وألفه ثابتة كالأول والثاني. فإن قلت: لا حاجة إلى ذكر هذه المواضع الثلاثة بالحذف; لأن ألفها ساقطة لنافع، وصلا ووقفا، [ ص: 128 ] فالجواب أنه لما كان من قاعدة نافع الاعتناء في الوقف باتباع الخط صار المصحف في هذا ونحوه كأنه هو المستند المتبوع عنده وإن كان قد روي ذلك أيضا، وبهذا يجاب عما يأتي في حذف الياءات والواوات.

      "تنبيه": في كتب هذه المواضع الثلاثة بدون ألف ثلاثة أوجه:

      - الأول: الإشارة إلى قراءة ابن عامر.

      - الثاني: حمل الخط على الوصل اللفظي.

      - الثالث: الاكتفاء بالفتحة عن الألف كالاكتفاء بالضمة، والكسرة عن الواو والياء في نحو: "ويدع الإنسان"، "ويؤت الله" "وخافون"، وبابهما. وقوله: "أيه الزخرف" عطف على: "جذاذا".

      التالي السابق


      الخدمات العلمية