الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      القول فيما سلبوه الياء بكسرة من قبلها اكتفاء

      أي: هذا القول في الكلمات القرآنية التي سلبها كتاب المصاحف الياء، أي "انتزعوا"، وحذفوا منها الياء اكتفاء بكسرة واقعة من قبلها، وهذا من الناظم شروع في الكلام على حذف الياءات من الرسم بعد فراغه من الكلام على حذف الألفات منه، وقوله: اكتفاء مفعول لأجله؛ علة "لسلبوا"، وخرج بهذه العلة ما حذف من الياءات للجازم فلا كلام لأهل الرسم عليه نحو: من يهد الله فهو المهتدي . إنه من يتق ويصبر . إنه من يأت ربه مجرما وحذف الياء اكتفاء عنها بالكسرة قبلها لغة هذلية ارتكبت في بعض المواضع من القرآن، وتركت في بعضها.

      ثم قال:


      والياء تحذف من الكلام     زائدة وفي محل اللام

      الياء المحذوفة من الرسم قسمان :- مفردة وهي التي تكلم عليها من هنا إلى الفصل الآتي.

      - وغير مفردة؛ وهي التي عقد لها الفصل الآتي:

      وقد قسم في هذا البيت الياء المفردة إلى قسمين:- زائدة؛ نحو: و: "وعيدي" و: "نكيري"، و: "يهدني"، و: "يؤتيني".

      وأصلية واقعة في محل اللام من الكلمة نحو: "الجواري"، و: "الداعي"، و: "الهادي"، و: "يوم يأتي لا تكلم" "ونبغي"، "ويسري".

      ويتصل كل من هذين القسمين بالأسماء والأفعال كما تقدم في التمثيل.

      ومعنى وصف الياء بالزيادة أنها زائدة على بنية الكلمة التي اتصلت هي بها، وهي ياء تدل على المتكلم المضمر المتصل المنصوب أو المجرور، ومعنى كون الياء أصلية في محل اللام أنها ثالثة أصول الكلمة; لأن أهل التصريف اصطلحوا على وضع حروف فعل لوزن الأسماء المتمكنة والأفعال ليتميز الزائد من الأصلي، فيقابل أول أصول الكلمة [ ص: 136 ] بالفاء، وثانيهما بالعين، وثالثها باللام.

      وقوله: "من الكلام" متعلق بتحذف، ومراده بالكلام القرآن; لأن كلامه إنما هو فيه.

      وقوله: "زائدة" بالنصب حال من ضمير تحذف العائد على الياء وفي محل اللام، عطف على "زائدة".

      التالي السابق


      الخدمات العلمية