الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وللجميع السيئات جاء بألف إذ سلبوه الياء

      أخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل عن جميع كتاب المصاحف بإثبات ألف السيئات نحو: ويكفر عنكم من سيئاتكم والذين عملوا السيئات ، فأصابهم سيئات ما كسبوا ، ثم علل الإثبات في السيئات بقوله: إذ سلبوه [ ص: 48 ] الياء، أي: لأن كتاب المصاحف سلبوه، أي: حذفوا منه الياء التي هي صورة الهمزة لاجتماع المثلين، فلو حذف الألف أيضا لتوالى حذفان، وهو إجحاف، ولا يرد على تعليل الناظم حذف ألف: "خاطئون" و: "خاطئين"، و: "خاسئين" مع أن كلا منها حذف منه صورة الهمزة، للفرق بين "السيئات" وهذه الألفاظ؛ وهو أن السيئات لو حذف ألفه لاجتمع فيه حذفان في محل واحد من غير حائل بينهما، بخلاف هذه الألفاظ، فإنه حال فيها بين الحذفين حرف، ولا شك أن الحذفين من دون حائل أشد إحجاما منهما مع الحائل.

      وأما المنشآت فيحتمل أن تكون الألف المرسوم فيه هي صورة الهمزة، وألف الجمع هي المحذوفة، ويحتمل العكس، وبالاحتمال الأول جرى العمل عندنا، ولهذا تلحق ألف الجمع فيه بالحمراء بعد صورة الهمزة، وهذا عكس ما جرى به العمل في باب: آمنون، وآخرين، وآيات، من تقدير أن الألف الثابت هو الألف الهوائي: وأن الهمزة محذوفة الصورة، والباء في قوله: بألف للمصاحبة.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية