الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وعنهما روضات قل والجنات


      ..................................     وبينات منه ثم فاكهين
      كيف أتى وفي انفطار كاتبين

      أخبر عن الشيخين باختلاف المصاحف في حذف ألف روضات، وما ذكر معه وفي إثباته، فقوله: روضات على حذف مضاف، أي: وعنهما خلف روضات؛ بدليل أن الكلام في سياق الخلاف.

      أما روضات والجنات ففي الشورى: والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات .

      وأما بينات منه ففي فاطر: "فهم على بينات منه" وقد [ ص: 43 ] قرأه المكي والبصري وحمزة وحفص بحذف الألف على الإفراد، واحترز بقيد المجاور وهو لفظ منه عن غير المجاور له نحو: آيات بينات مقام إبراهيم فإنه لا خلاف في حذف ألفه.

      وأما فاكهين كيف أتى أي: بواو أو ياء؛ ففي يس: في شغل فاكهون ، وفي الدخان: ونعمة كانوا فيها فاكهين ، وفي الطور: فاكهين بما آتاهم وفي المطففين: انقلبوا فكهين وقد قرأ حفص هذا الأخير بغير ألف كما قرئ بذلك خارج السبعة في الجميع.

      وأما كاتبين ففي الانفطار في آية: كراما كاتبين واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها نحو: وإنا له كاتبون في الأنبياء.

      والخلاف الذي ذكره في الجنات خاص بالمجاور لروضات، وقرانه الجنات بروضات قرينة على تخصيص الخلاف به.

      واعلم: أن ظاهر النقول ترجيح الإثبات على الحذف في روضات والجنات، وترجيح الحذف في البواقي، وبذلك جرى العمل عندنا.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية