الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وصالح وخالد ومالك وفي سليمان أتت كذلك

      عطف هذه الألفاظ الثلاثة وهي: "صالح"، و: "خالد"، و: "مالك" على: "هامان" باعتبار ألفه الثانية ليفيد نفي الخلاف في حذف ألفاتها، ثم شبه ألف "سليمان" بألف هذه الألفاظ في الحكم، وهو حذف الألف من غير خلاف.

      أما "صالح" فقد وقع علما وصفة، وتعدد وتنوع نحو: وإلى ثمود أخاهم صالحا من عمل صالحا فلنفسه والعمل الصالح يرفعه ، وأما [ ص: 60 ] خالد فلم يقع إلا صفة نحو: يدخله نارا خالدا فيها ، وأما مالك فقد وقع علما وصفة نحو: ونادوا يا مالك ، قل اللهم مالك الملك ، وقد أطلق الناظم الحذف في جميع ذلك فشمل العلم والصفة، وهو الحق الذي لا يصح العدول عنه، وبه العمل.

      تنبيهان:

      الأول: "سليمان" من الأسماء الأعجمية، وأما: "صالح"، و: "خالد" و: "مالك" فمن الأسماء العربية، وقد تبع الناظم أبا عمرو في ذكرها مع الأسماء الأعجمية.

      ووجهه مشاركتها لها في كثرة الاستعمال، ولم يذكر الناظم كالشيخين حكم مثنى: "صالح"، ومثنى: "خالد" على التعيين: وهما: "صالحين"، و: "خالدين" فيبقيان على الأصل وهو الإثبات، وبه العمل، وإن نص بعضهم على حذفهما.

      التنبيه الثاني: حاصل ما استفيد من كلام الناظم في الأسماء الأعجمية إنها قسمان:

      * قسم كثر استعماله وهو تسعة أسماء: "إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، وعمران، وهارون، ولقمان، وسليمان، وداود، وإسرائيل".

      وكلها محذوفة باتفاق إلا: "داود" فثابت اتفاقا، وإلا: "إسرائيل"، ففيه خلاف، وقد قدمنا أن العمل فيه على الإثبات.

      * وقسم لم يكثر استعماله وهو تسعة أسماء أيضا: "طالوت، وجالوت، ويأجوج، ومأجوج، وميكائل، وهاروت، وماروت، وقارون، وهامان"، والأربعة الأولى ثابتة اتفاقا، والخامس وهو: "ميكائل"، محذوف اتفاقا، ومثله: "هامان" بالنسبة إلى ألفه التي بعد الميم وفي ألف: "هاروت، و: "ماروت"، و: "قارون"، وألف: "هامان"، الأولى خلاف؛ وقد قدمنا أن العمل في الأربعة على الإثبات، وقدمنا أيضا أن من هذا القسم: "إلياس"، و: "ياسين"، وأن العمل فيهما على الإثبات أيضا، وذكر بعضهم أن منه أيضا: "بابل"، فيكون حكمه الإثبات، وبه العمل ولم يوجد في القرآن من الأعلام الأعجمية المشتملة على الألف الحشوية، وإلا ما ذكره الناظم وذكرناه.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية