الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      فاللام يؤت الله ثم المتعال والداعي مع يأت بهود ثم صال

      لما قدم أن الياء التي تحذف من كلمات القرآن قسمان:- زائدة.

      - وأصلية، في محل اللام، شرع في كلمات القسم الثاني، وهي عشرون كلمة في تسعة وعشرين موضعا.

      سبع كلمات من الأفعال، والباقي من الأسماء، وقد ذكر منها في هذا البيت خمسا؛ وهي: "يؤت الله"، و: "المتعال"، و: "الداع"، و: "يأت"، ب: "هود"، و: "صال".

      أما "يؤت الله" ففي "النساء": وسوف يؤت الله ، وقيد يؤت بمجاورة الجلالة احترازا من الخالي عنها، وهو: يؤتي الحكمة فإن ياءه ثابتة.

      وأما ويؤت من لدنه فلا حاجة إلى الاحتراز عنه; لأن ياءه محذوفة للجازم.

      وأما "المتعال" ففي "الرعد": الكبير المتعال .

      وأما "الداع" فثلاثة: أجيب دعوة الداع في "البقرة". و: يوم يدع الداع .

      و: مهطعين إلى الداع كلاهما في "القمر" ولا يندرج فيه: يتبعون الداعي في "طه"، و: داعي الله في "الأحقاف"; لأن الياء فيهما مفتوحة وثابتة لفظا وخطا، فلا يشملهما لفظ البيت; لأن ياءه محذوفة.

      وأما "يأت" في "هود" فهو: يوم يأت لا تكلم ، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها نحو: يأتي بالشمس من المشرق ، فإن ياءه ثابتة.

      وأما "صال" ففي "الصافات": صال الجحيم .

      ثم قال:


      وغير أولى المهتدي والبادي     يسر فما تغن ووادي الوادي

      ذكر في هذا البيت من الكلم المحذوف منها الياء، وهي لام ست كلمات؛ وهي كلمة: "المهتد، غير الأولى" و: "الباد"، و: "يسر" و: "فما تغن" و: "واد" و: "الواد".

      أما كلمة "المهتد" غير الأولى ففي "الإسراء"، و: "الكهف": من يهد الله فهو المهتد ، واحترز بغير الأولى عن الكلمة الأولى، وهي في الأعراف باللفظ المتقدم.

      وأما "الباد" ففي "الحج": سواء العاكف فيه والباد .

      وأما "يسر" ففي "الفجر": والليل إذا يسر .

      وأما "فما تغن" ففي "القمر": فما تغن النذر .

      واحترز بقيد المجاور عن الخالي عنه نحو: لا تغني شفاعتهم . وما تغني الآيات . فإن [ ص: 137 ] ياءه ثابتة.

      وأما: إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني ، فلا مدخل له هنا; لأن حذف يائه ليس للاكتفاء بالكسرة بل للجزم.

      وأما "واد" ففي "النمل": "على واد النمل".

      وأما "الواد" فأربعة؛ في "طه": " إنك بالواد المقدس طوى ".

      وفي "القصص": "من شاطئ الوادي الأيمن".

      وفي "النازعات": " إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى ".

      وفي "الفجر": الذين جابوا الصخر بالواد .

      ثم قال:


      وكالجواب والتلاق والتناد     ثم الجوار ويناد والمناد

      ضمن هذا البيت من الكلم المحذوف منها الياء، وهي لام ست كلمات أيضا وهي: "كالجواب"، و: "التلاق" و: "التناد"، و: "الجوار"، و: "يناد"، و: "المناد ".

      - أما "كالجواب" ففي "سبأ": كالجواب وقدور راسيات .

      - وأما "التلاق" و: "التناد" ففي "غافر": لينذر يوم التلاق . إني أخاف عليكم يوم التناد .

      - وأما "الجوار" فثلاثة: "ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام": في "الشورى"، "وله الجوار المنشآت": في "الرحمن". و: "الجوار الكنس": في "التكوير".

      وأما "يناد"، و: "المناد" ففي "ق"، "واستمع يوم يناد المناد". وكان حق الناظم أن يقيد: "يناد" بما يخرج به الذي في "آل عمران"، وهو: ينادي للإيمان ; لأن ياءه ثابتة.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية