الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      ونحو يستحيي الأخير فاحذف مرجحا إذ سكنت في الطرف

      لما فرع من القسم الأول من قسمي الياء الغير المفردة، وهو قسم الياءين المتوسطتين انتقل إلى القسم الثاني منهما، وهو قسم الياءين المتطرفتين، وهو أيضا قسمان: ما سكن فيه ثاني الياءين وما تحرك فيه ثانيهما، وقد بدأ الناظم بالقسم الأول منهما، فأمر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بحذف الأخير من الياءين يعني مع إثبات الياء الأولى من نحو: يستحيي مما اجتمع فيه ياءان متطرفتان ثانيتهما ساكنة حذفا مرجحا فيها يعني على حذف الياء الأولى مع إثبات الثانية، ويستفاد من تعبيره بالترجيح جواز أن تكون المحذوفة الأولى أو الثانية ولا فرق في ترجيح حذف الياء الثانية بين أن تكون أصلية أو زائدة ولا بين أن يكون بعدها متحرك أو ساكن، وذلك نحو: يحيي ويميت ، و: إنا نحن نحيي ونميت ، و: أنا أحيي وأميت ، و: أنت وليي في الدنيا والآخرة و: نحيي الموتى و: كذلك يحيي الله الموتى ، و: وأحيي الموتى بإذن الله و: إن ذلك لمحيي الموتى .

      وهذا الوجه المرجح هو الذي جرى به العمل عندنا، وعليه فتلحق الياء الثانية بالحمراء إذا وليها متحرك.

      وأما إذا وليها ساكن فلا تلحق، ثم علل الناظم ترجيح حذف الياء الأخيرة على الأولى بقوله: "إذ سكنت في الطرف"، يعني لسكونها بعد حركة تجانسها وهي الكسرة، فهي تدل عليها حين حذفها ولوقوعها في الطرف، والأطراف محل التغيير، والأقرب في قوله: "في الطرف" أنه متعلق بفعل محذوف، [ ص: 148 ] أي: ووقعت في الطرف.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية