الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      ميثاق الإيمان والأموال أيمان العدوان والأعمال

      أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "الميثاق"، و: "الإيمان"، و: "الأموال"، و: "أيمان"، و: "العدوان" [ ص: 65 ] و: "الأعمال".

      أما "ميثاق" ففي "البقرة": والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور ، وهو متعدد فيها وفيما بعدها، ومنوع نحو: وأخذن منكم ميثاقا غليظا ولا ينقضون الميثاق .

      وأما "الإيمان" ففي "البقرة": قل بئسما يأمركم به إيمانكم ، وهو متعدد فيها وفيما بعدها، ومنوع نحو: ومن يتبدل الكفر بالإيمان لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا زادتهم إيمانا .

      وأما الأموال ففي البقرة: ونقص من الأموال ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل لتأكلوا فريقا من أموال الناس ، وهو متعدد فيها وفيما بعدها ومنوع كما مثل، ونحو: كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا .

      وأما "أيمان" بفتح الهمزة ففي "البقرة": ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم وهو متعدد ومنوع نحو: ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان ، أن ترد أيمان بعد أيمانهم ، إلا ما ملكت أيمانكم .

      وأما "العدوان" ففي "البقرة": تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان ، وهو متعدد فيما بعدها ومنوع، نحو: ومن يفعل ذلك عدوانا ، ووزن عدوان فعلان، وسيأتي ثبت فعلان عن أبي عمرو.

      وأما "الأعمال" ففي "البقرة": ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ، وهو متعدد فيها وفيما بعدها، ومنوع نحو: بالأخسرين أعمالا ، والعمل عندنا على الحذف في هذه الألفاظ الستة، حيث وقعت.

      وألفاظ البيت الستة معطوفة على ما في البيت قبلها، وكلها بحذف العاطف إلا "أموال" و: "الأعمال".

      التالي السابق


      الخدمات العلمية