الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      بأييكم أو من وراءي ثم من آناءي مع حرف بأييد أفإين

      ذكر في هذا البيت خمس كلمات مما زيدت فيه الياء، وهي: "بأييكم" و: "أو من وراءي" و: "من آناءي" و: "بأييد" و: "فإين ".

      أما "بأييكم"، ففي "ن": بأييكم المفتون . واحترز بقيد باء الجر عن نحو: أيكم أحسن عملا ، فإنه لم تزد فيه الياء، وسكت عن قوله تعالى: فبأي حديث في "الأعراف"، وكذا في "المرسلات"، مع أن أبا داود ذكر فيهما وجهين: رسمهما بياء واحدة، ورسمهما بياءين على الأصل، واختار رسمهما بياء واحدة، وبه جرى عملنا.

      وأما أو من وراءي: في "الشورى": "أو من وراءي حجاب".

      واحترز بقيد "من" عن نحو: وكان وراءهم ، وبقيد: "أو"، عن نحو: ومن وراء إسحاق يعقوب ، فإن الياء لم تزد فيهما، وإطلاقه في: "أو من وراءي". يشمل الذي في "الحشر": أو من وراء جدر . وليس [ ص: 194 ] فيه زيادة؛ فكان حقه أن يخرجه.

      وأما من "آناءي" ففي "طه": "ومن آناءي الليل فسبح"، واحترز بقيد "من" عن نحو: آناء الليل وهم يسجدون ، فلا زيادة فيه.

      وأما "بأييد" ففي "والذاريات": "والسماء بنيناها بأييد".

      واحترز بقيد "الباء" عن قوله تعالى: ذا الأيد ، فإن الياء في "ص" لم تزد فيه.

      وأما "أفإين" ففي "آل عمران": "أفإين مات أو قتل".

      وفي "الأنبياء": "أفإين مت فهم الخالدون"، واحترز بقيد الهمزة عن غير المقترن بها نحو: فإن لم تفعلوا ، فإن الياء لم تزد فيه، وقوله: "بأييكم" "أو من وراءي"، معطوفان على ما تقدم بحذف العاطف والحرف، في قوله: "مع حرف بأييد" معطوفان بمعنى الكلمة.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية