الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      فصل وأحرف كذاك رسمت منها ابنة وفي الدخان شجرت


      وامرأة سبعتها وقرت     عين كذا بقيت وفطرت


      ثم فنجعل لعنت ولعنت     في النور قل والمزن فيها جنت


      ومعصيت معا وفي الأعراف     كلمة جاءت على خلاف


      فرجح التنزيل فيها الهاء     ومقنع حكاهما سواء

      هذا هو الفصل الرابع من فصول الترجمة وهو خاتمتها، وقد ذكر فيه بقية الكلمات التي رسمت بالتاء وهي عشرة، فأخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأنها رسمت كلها بالتاء كالكلمات المتقدمة، إلا الكلمة العاشرة، ففيها الخلاف [ ص: 238 ] الآتي:

      - الكلمة الأولى "ابنة" في قوله تعالى: ومريم ابنت عمران في "التحريم".

      - الكلمة الثانية "شجرة" في "الدخان": " إن شجرت الزقوم طعام الأثيم " واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها وهو: أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم في "الصافات" فإنه مرسوم بالهاء، ولا يخفى أنه لا يحتاج إلى الاحتراز عن الواقع بعده في "الصافات" أيضا، وهو: شجرة من يقطين لفقد الإضافة.

      - الكلمة الثالثة: امرأة في سبعة مواضع وهي:- في "آل عمران": " إذ قالت امرأت عمران ".

      - و: في "يوسف": " امرأت العزيز تراود فتاها "، "قالت امرأت العزيز".

      - وفي "القصص": " وقالت امرأت فرعون ".

      - وفي "التحريم": " امرأت نوح وامرأت لوط "، " امرأت فرعون إذ قالت ".

      ولا يخفى أنه لا يتوهم اندراج غير المضاف نحو: أو امرأة ، و: وإن امرأة خافت ، وامرأة مؤمنة ; لأن الترجمة لم تنعقد لغير المضاف.

      - الكلمة الرابعة: "قرت عين"، في "القصص"، وقيدها بالمجاور وهو لفظ "عين" احترازا عن غير المجاور له، وهو في "الفرقان": هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ، وفي "السجدة": فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ، فإنه مرسوم بالهاء.

      - الكلمة الخامسة " بقيت الله "، في "هود"، ولا يتوهم دخول: "أولوا بقية" لما تقدم قريبا.

      - الكلمة السادسة: " فطرت الله "، في "الروم".

      - الكلمة السابعة: "لعنة" في موضعين وهما: " فنجعل لعنت الله على الكاذبين ". في "آل عمران": " والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين ". في "النور".

      واحترز بقيد الموضعين عن غيرهما، فإنه مرسوم بالهاء نحو: فلعنة الله على الكافرين ، أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله . وهو متعدد.

      - الكلمة الثامنة: " وجنت نعيم " في "المزن"، أي: سورة "الواقعة"، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها، فإنه مرسوم بالهاء نحو: أم جنة الخلد في "الفرقان"، من ورثة جنة النعيم ، في "الشعراء"، وهو متعدد.

      - الكلمة التاسعة "معصية" في موضعين بسورة "المجادلة"، وهما:

      - ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول .

      - فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول .

      - الكلمة العاشرة: "كلمة"، في "الأعراف": " وتمت كلمت ربك الحسنى "، وقد أخبر بأنها جاءت على خلاف فيها بين المصاحف، فرجح [ ص: 239 ] صاحب "التنزيل" رسمها بالهاء على رسمها بالتاء، وصاحب "المقنع" حكى فيها الوجهين مستويين، والعمل عندنا على رسمها بالهاء وإن اقتصر الشاطبي في: "العقيلة" على رسمها بالتاء، واحترز الناظم بقيد السورة عن الواقع في غيرها نحو: وتمت كلمة ربك لأملأن . في "هود"، فإنه لا خلاف في رسمه بالهاء.

      "تنبيه":

      لم يذكر الناظم من جملة الألفاظ المرسومة بالتاء كلمتي: "ذات" و: "مرضات" نحو: ذات الشوكة ، و: ذات بهجة و: بذات الصدور ، و: "ابتغاء مرضات الله". وكان حقه أن يذكرهما لشمول الترجمة لهما، وقد ذكرهما الشيخان كما ذكرا: "هيهات"، في الموضعين ب: " قد أفلح " و: ولات حين مناص ، في "ص" و: اللات في "النجم"، وكان حقه أن يذكر هذه الكلمات أيضا لكتبها بالتاء مع اختلاف القراء فيها، وإن لم تشملها ترجمته، إما بأن يدرجها فيها كما أدرج فيها: فبما رحمة ، وإما بأن يفردها بترجمة تخصها، وقوله: "ابنت" و: "امرأة" و: "بقيت" و: "فنجعل لعنت" و: "كلمة" يقرأ كل منها بالتنوين لإقامة الوزن، وقوله: "ومعصيت" يقرأ بالسكون للوزن أيضا.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية