الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      "تنبيهان": - الأول: إطلاق الناظم فيما سهل بين بين يقتضي دخول باب: أإفكا ، و: أأنبئكم ، و: اللائي مما للهمزة المسهلة فيه صورة، فيكون حكمها جعل نقطة حمراء في موضع الهمزة المسهلة علامة للتسهيل، وذلك تحت الياء وفوق الواو، وهذا الوجه حسن، وهو الذي يعطيه القياس، وبه جرى العمل عندنا في باب: "إيفكا" غير أن المتقدمين لم ينصوا عليه في هذه المواضع، وسنذكر ما نصوا عليه فيها مع بيان ما جرى به عملنا في: أأنبئكم ، واللائي .

      - "الثاني": لم يتعرض الشيخان لكيفية ضبط النبي معا في "الأحزاب" لقالون و: "بالسو إلا" في سورة "يوسف" على وجه الإبدال له، والذي جرى به العمل في ضبطهما له أن تعرى الياء في: النبي معا والواو في: "بالسو إلا" على وجه الإبدال من علامتي التشديد، والحركة لعدم وجود المدغم فيه رسما في الكلمتين، وبيانه أن الرسم مبني على الابتداء والوقف كما قدمناه، ولا شك أن الموقوف عليه لقالون في الكلمتين همزة، ولا وجود لها في المصحف، فيتعين أن تكون الياء المرسومة في: النبي معا والواو المرسومة في: "بالسو إلا" هما الناشئتان عن الحركة قبلهما، وهما المدغمان في وصل قالون فيلزم تعريتهما، وإلى هذا أشار الشيخ سيدي عبد الرحمن بن القاضي بقوله:


      بالسو في الصديق والنبي معا لدى الأحزاب يا صفي


      بالهمز في الوقف لقالون ورد     فخذ به ورد قول من جحد


      ولا تضع في ضبطه شكلا ولا     شدا لفقد مدغم فيه جلا

      وهذا بخلاف: النسيء لورش، فإنه يوضع فيه على الياء علامة التشديد والحركة [ ص: 276 ] على الصواب لوجود المدغم فيه وصلا ووقفا فيتعين أن يكون المحذوف منه رسما هي الياء الأولى على قاعدة المدغمين في كلمة كالولي، والموجود فيه رسما هي الياء الثانية المدغم فيها، التي أصلها الهمز اكتفي بصورتها عن صورة المدغم على قياس المدغمين في كلمة.

      فإن قلت: هل تجعل نقطة بالحمراء في موضع الهمزة من هذه الكلمات، لإبدال الهمزة حرفا محركا حتى أدغمت فيه الياء والواو؟ قلت: ذكر العلامة التنسي ما معناه أن شرط ضبط الهمزة المبدلة حرفا محركا بالحمراء أن لا يؤدي الإبدال إلى الإدغام، أما إن أدى إليه فلا يجعل لها نقطة أصلا، قال: وذلك: "النسي" لورش : و: النبي في حرفي "الأحزاب" لقالون و: بالسو إلا "على قول عنده انتهى، واعترضه الشيخ ابن عاشر بما يعلم بالوقوف عليه، وقال في: النبي معا لقالون و: " بالسو إلا " على وجه الإبدال له القياس على مقتضى قول الناظم في الضبط، وذا الذي ذكرت في "المسهل" سهل بين بين، أو بالبدل إذا تحرك أن تجعل الهمزة نقطة بالحمراء في السطر لإبدالها حرفا محركا حتى أدغمت فيها الواو، والياء قبلها. اه. والذي جرى به العمل عدم وضع النقطة في: النبي معا، وفي " بالسو إلا " على وجه الإبدال لقالون ك: "النسي" لورش. وقول الناظم "في المسهل" متعلق بمحذوف خبر عن قوله: "ذا"، وجملة "سهل" في موضع الحال من "المسهل"،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية