الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وحذفوا لدى خطايا كلهم ما بعد ياء ثم قبل جلهم

      [ ص: 207 ] أخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن كتاب المصاحف حذفوا كلهم في: "خطايا"، الألف الواقع بعد الياء، وأن جلهم، أي: أكثرهم حذفوا الألف الواقع قبل الياء؛ وذلك في "البقرة": "يغفر لكم خطاياكم".

      وفي "طه": ليغفر لنا خطايانا .

      وفي "الشعراء": أن يغفر لنا ربنا خطايانا .

      وفي "العنكبوت": ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء .

      وما ذكره الناظم صرح به الشيخان، واختار أبو داود ما عليه الجل في الألف الأول، والعمل عندنا على حذف الألف الأول كالثاني المتفق على حذفه.

      "واعلم" أن الألف الثانية في: "خطايا" منقلب عن ياء؛ فهو الذي من هذا الباب، وكان القياس أن يرسم بالياء لكنهم كرهوا اجتماع مثلين، فرسموه ثم إنهم حذفوا الألف، فصار مرسوما بغير ياء ولا ألف.

      وأما الألف الأول في: "خطايا"، فهو مزيد وليس من هذا الباب، وكان حق الناظم أن يذكره في محل الألفات، وإنما أخره عن محله إلى هنا تبعا لغيره لمجاورته لما هو من هذا الباب، وقوله: "جلهم" فاعل فعل محذوف يدل عليه قوله: "حذفوا"، و: "قبل" ظرف مبني على الضم وهو صلة لموصول محذوف يدل عليه الموصول قبله، والتقدير: ثم حذف جلهم ما قبل الياء.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية