الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:

      وربما ذكرت بعض أحرف مما تضمن كتاب المنصف


      لأن ما نقله مروي     عن ابن لب وهو القيسي


      وشيخه مؤتمن جليل     وهو الذي ضمن إذ يقول


      حدثني عن شيخه المغامي     ذي العلم بالتنزيل والأحكام

      أخبر أنه ذكر بقلة في هذا الرجز بعض أحرف، أي: كلمات من الرسوم الذي تضمنه، واحتوى عليه الكتاب المسمى بالمنصف، وجملة ما ذكره منه نحو: اثني عشر موضعا، والقصد من ذكرها بيان انفراد مؤلفه بها، وإنما اقتصر الناظم عليها، وسكت عن غيرها مما انفرد صاحب المنصف; لأن تلك المواضع اشتهرت في زمن الناظم دون بقية ما انفرد به.

      والمنصف نظم الشيخ أبي الحسن علي بن محمد المرادي الأندلسي البلنسي، ثم علل الناظم اعتماده عليه فيما ذكره منه بأن ما نقله فيه مؤلفه مروي عن شيخه الأستاذ ابن لب القيسي، وشيخ القيسي ثقة مؤتمن في نقله، جليل، أي: عظيم، وهو الإمام: أبو عبد الله محمد بن أحمد المغامي من طبقة أبي داود، يروى عن الحافظ أبي عمرو الداني، وعن أبي محمد مكي، قال الناظم: وهو؛ أي: شيخ ابن [ ص: 27 ] لب هذا هو الذي ضمنه البلنسي في نظمه المسمى بالمنصف إذ يقول فيه: حدثني، أي: ابن لب عن شيخه المغامي ونصه:


      إذ كنت قد أخذته روايه     عن ابن لب من ذوي الدرايه


      وكان شيخا خص بالإتقان     في عصره من أهل هذا الشان


      حدثني عن شيخه المغامي     ذي العلم بالتنزيل والأحكام


      وكل ما أذكره فعنه     أخذته مما استفدت منه

      وقوله: ذي العلم صفة للمغامي، والمراد بالتنزيل هنا القرآن، أي: صاحب العلم بعلوم القرآن، وبأحكامه من حلال وحرام، وناسخ ومنسوخ وغير ذلك.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية