الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:

      [ ص: 217 ]

      وبعضهم في الروم أيضا كتبا واوا بقوله تعالى من ربا


      مع ألف كرسمهم سواه     كذا امرؤا وكهم رواه

      أخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بالخلاف عن كتاب المصاحف في: من ربا من قوله تعالى: وما آتيتم من ربا في "الروم"، فبعضهم كتب ألفه واوا مع زيادة ألف بعدها، يعني: وغير ذلك البعض كتبه ألفا كغيره من المقصور الواوي، ولم يرجح الشيخان واحدا منهما، والعمل عندنا على رسمه بألف ثابتة بعد الباء، ثم شبه بزيادة الألف في هذه الكلمة زيادة كتاب المصاحف الألف بعد الواو في رسمهم غيره من كلمات: الربا ; لأنه قدم أن ألفه كتبت واوا، فالألف التي كتبها الرسام بعدها متعينة للزيادة ثم شبه أيضا بكلمات: الربا في زيادة الألف بعد الواو كلمة: امرؤ في "النساء"، وذلك أن همزتها صورت واوا على قياس المتطرفة بعد حركة، فالألف المكتوبة بعدها متعينة للزيادة أيضا، قال الناظم: "وكلهم رواه" يعني روى رسم الألف بعد الواو في كلمات: الربا غير المنكر، وفي كلمة: امرؤ ، وإنما قال: "وكلهم رواه" رفعا لتوهم أن زيادة الألف في ذلك إنما هي عن بعض كتاب المصاحف ككلمة: ربا المنكر.

      واعلم أن الناظم لما ذكر زيادة الألف في: الربا استطرد زيادتها في: امرؤ ، وكان الأنسب بها بعض الفصول المتقدمة كفصل زيادة الألف، ووجه زيادة الألف في: الربا و: ربا حمل واوهما على واو الجمع أيضا، وهو قول أبي عمرو بن العلاء، وإما تقوية الهمزة وبيانها، وهو قول الكسائي .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية