الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وكل ما وجدته من نبر من غير صورة فضع في السطر

      ذكر في هذا البيت محل وضع الهمز الذي لا صورة له في المصحف، فأمر بأن يوضع في السطر كل ما وجد من نبر لا صورة له؛ أي: لم يصور في المصحف العثماني بالألف، ولا بالواو ولا بالياء، والنبر عند سيبويه والجمهور مرادف للهمز كان محققا أو مخففا؛ وهو الذي عند الناظم، وقال الخليل: النبر خاص بالهمز المخفف، ولا فرق في وضع الهمز في السطر إذا لم تكن له صورة بين أن يكون أولا نحو: آسن أو وسطا نحو: "شطئه" أو آخرا نحو: ملء ، ولا بين أن يكون محققا كما مثلنا، أو مبدلا حرفا محركا نحو: هؤلاء آلهة ، أو مسهلا بين بين نحو: أإله على المختار المعمول به.

      [ ص: 279 ] ولا فرق أيضا بين جعل الهمزة نقطة كما عند نقاط المصاحف، وبين جعلها عينا كما عند النحاة والكتاب، وإذا لم تكن هناك مطة ك: ملء و: أإله ، فلا إشكال في وضع الهمز في بياض السطر، وأما إن كان هناك مطة ك: "شطئه"، فصرح أبو داود بأن الهمزة تكون متصلة بالمطة من غير أن تقطعها، وهو الصواب المعمول به، وقول الناظم: "وكل" بالنصب مفعول ب: "ضع"، والفاء زائدة و: "من" في قوله: "من غير" بمعنى الباء،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية