الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      لكن من باءوا تبوءوا رووا إسقاطها وبعد واو من سعو


      في سبإ ومثلها إن فاءوا     عتو عتوا وكذاك جاءوا

      لما ذكر أن الألف زيد بعد واو فعل الجمع استثنى ستة ألفاظ، روى جميع شيوخ النقل إسقاط الألف فيها بعد واو الجمع: لفظان متعددان، وأربعة غير متعددة، فاللفظان المتعددان: "باءوا"، و: "جاءوا" حيث وقعا، نحو: فباءوا بغضب على غضب ، وجاءوا بسحر عظيم .

      والألفاظ الأربعة الغير المتعددة: تبوءوا الدار في "الحشر"، و: سعوا في آياتنا في "سبإ"، و: فإن فاءوا في "البقرة". وعتوا عتوا في "الفرقان"، واحترز الناظم بقيد [ ص: 189 ] السورة في: "سعوا" عن: "سعوا" الواقع في "الحج"، فإنه رسم بألف بعد الواو، وبقيد: "عتوا" المقترن به "عتو" عن غير المقترن به نحو: وعتوا عن أمر ربهم فلما عتوا عن ما نهوا عنه ، في "الأعراف" فإنه رسم بألف بعد واو أيضا، وليس إن مع "فاءو"، قيدا؛ إذ لم يقع في القرآن غيره.

      "واعلم" أن الناظم لم يستثن من واو الجمع واو: كالوهم و: وزنوهم ; لأنها ليست متطرفة؛ لكون الضميرين بعدها متصلين منصوبين بالفعلين لا منفصلين على الصحيح، فلا حذف في الكلمتين أصلا.

      "تنبيه": سكت الناظم عن الخلاف في: "لتربو" في "الروم" و: آذوا في "الأحزاب" مع أن أبا عمرو ذكر في المقنع عن بعض الرواة حذف الألف بعد الواو فيهما إلا أن كلامه يقتضي ضعفه، وقد ذكر أبو داود الخلاف فيهما أيضا من غير ترجيح، والعمل عندنا على زيادة الألف بعد الواو فيهما، وقول الناظم: رووا، جملة فعلية خبر: لكن، واسمها ضمير الشأن محذوفا، والجملة الفعلية مفسرة له.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية