الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      ويجعل الشكل كما قلناه أمامه أو تحت أو أعلاه

      يعني أنك لا تكتفي بعلامة التشديد التي هي الشين المجعولة فوق الحرف المشدد، بل لا بد أن تضيف إليها شكل الحرف المشدد، فتجعله على الصفة المتقدمة؛ بأن تجعل شكل الفتحة ألفا صغيرة مبطوحة، وشكل الضمة واوا صغيرة، وشكل الكسرة [ ص: 262 ] ياء صغيرة، وهذا هو المراد بقوله: "كما قلناه" أي: مثل الصفة التي ذكرناها للشكل في الباب السابق، وقوله: "أمامه أو تحت أو أعلاه" أراد به بيان محل شكل الحرف المشدد؛ وهو جواب عن سؤال مقدر كان قائلا قال له في أي محل يجعل الشكل الذي على الصفة المتقدمة؟ فأجاب بقوله: "أمامه" أي: يجعل أمام الحرف المشدد يعني في الضم على قول، أو تحت؛ أي تحت الحرف المشدد يعني في الكسر، أو أعلاه أي: أعلى الحرف المشدد يعني في الفتح، ومثله في المحل الضم على قول آخر، وهو المختار المعمول به كما قدمناه، ولم يبين الناظم هل الفتحة توضع فوق الشين أو تحته، وكذا الضمة على القول بجعلها فوق الحرف، هل توضع فوق الشين أو تحته، والذي نص عليه الداني وغيره وبه العمل أنهما يوضعان فوق الشين، ووجهه أنهما لما تواردا مع الشين على محل واحد، وكانت الحركة تدل على شيء واحد -وهو التحريك- والشين يدل على شيئين -التحريك والشد حصلت للشين مزية استوجب بها القرب من الحرف، وأما الكسرة فلم تتوارد مع الشين على محل واحد; لأنها توضع من أسفل، ومثلها الضمة على القول بجعلها أمام الحرف، وقول الناظم "أو تحت" أصله: أو تحته؛ أي: الحرف، فحذف المضاف إليه، ونوى معناه فبناه على الضم و: "أو" فيه، وفيما بعد للتنويع،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية