الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      ثم مواقيت أحاطت والده ولأبي عمرو ومن المعاهده


      عاهد في الفتح وأولى عاهدوا     وكلها لابن نجاح وارد

      أخبر في الشطر الأول عن أبي داود بحذف ألف: "مواقيت"، و: "أحاطت"، و: "والدة".

      أما "مواقيت" ففي "البقرة": قل هي مواقيت للناس لا غير.

      وأما "أحاطت" ففيها: وأحاطت به خطيئته لا غير، ولا يندرج "أحاط" في "أحاطت".

      وأما "والدة" ففي "البقرة": لا تضار والدة بولدها ، وهو متعدد فيما بعدها ومنوع نحو: اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك وبرا بوالدتي ، ولا يندرج "والد" المذكر في "والدة" المؤنث المذكور هنا.

      والعمل على الحذف في هذه الألفاظ الثلاثة، وأما: "أحاط" و: "والد" المذكر، فألفها ثابتة.

      ثم أخبر أن [ ص: 66 ] أبا عمرو نقل الحذف في كلمتين من الأفعال المتصرفة من المعاهدة، وهما كلمة "عاهد" في سورة "الفتح"، وكلمة "عاهدوا" الأولى، وإن ابن نجاح؛ وهو أبو داود نقل حذف جميع الأفعال المتصرفة من المعاهدة.

      أما "عاهد" الذي في سورة "الفتح" فهو: ومن أوفى بما عاهد عليه الله وأما الأولى من كلمة "عاهدوا" ففي "البقرة": أوكلما عاهدوا عهدا . وأما المحذوف لأبي داود زيادة على هذين ففيها: والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ، وهو متعدد فيها وفيما بعدها متصلا بالواو كما مثل، وبغيره نحو: براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم ، والعمل عندنا على الحذف في جميع الأفعال المتصرفة من المعاهدة.

      والألفاظ الثلاثة التي في الشطر الأول معطوفة على ما قبلها بحذف العاطف من الأخيرين، وقوله: "لأبي عمرو"، وقوله: "من المعاهدة" متعلقان بفعل محذوف مبني للنائب تقديره: حذف "وعاهد" مرفوعة.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية