الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:

      [ ص: 41 ]

      وأثبت التنزيل أولى يابسات رسالة العقود قل وراسيات


      رجح ثبته وباسقات     وفي الحواريين مع نحسات


      أثبته وجاء ربانيون     عنه بحذف مع ربانيين

      لما ذكر أنواعا من جمع السلامة بحذف الألف اتفاقا، وأنواعا منه بخلاف في حذفها أخذ يستثني ما خرج من الكلم عن ذلك، فأخبر عن أبي داود أنه أثبت في كتابه المسمى بالتنزيل، أي: نقل فيه إثبات الألف الأولى من ألفي يابسات ، في الموضعين من سورة يوسف، وإثبات الأولى من ألف "رسالات"، العقود في آية: "وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته"، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها نحو: "الله أعلم حيث يجعل رسالاته"، فإن ألفه الأولى محذوفة على ما تقدم، ثم أخبر عن أبي داود أيضا أنه رجح ثبت ألف: راسيات ، الأولى إذ الكلام فيها، ورجح إثبات ألف: باسقات ، الأولى أيضا، فالأول في سورة سبأ: وقدور راسيات ، والثاني في سورة ق. والنخل باسقات ، وأما الألف الثانية فهي محذوفة في الكلمات الأربع على ما تقدم، ثم أخبر عن أبي داود أيضا بإثبات ألف الحواريين؛ يعني مرفوعا وغيره، وألف نحسات، وبحذف ألف: "ربانيون"، "وربانيين"، نحو: قال الحواريون نحن أنصار الله ، في آل عمران والصف: وإذ أوحيت إلى الحواريين ، في العقود، وأما: نحسات ، ففي فصلت: في أيام نحسات لنذيقهم ، وأما ربانيون، وربانيين ففي العقود: والربانيون والأحبار بما استحفظوا ، وفي آل عمران: ولكن كونوا ربانيين ، والعمل عندنا على ما نقله الناظم عن أبي داود في الأبيات الثلاثة جزما وترجيحا.

      وقوله: رسالة العقود معطوف على يابسات بواو محذوفة، فهو مدخول لأولى أيضا، وأتى برسالة مفردا على قراءة الإفراد لضيق النظم ونصبه على الحكاية.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية