الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      ............ ففي مؤجلا وبابه من فوقه إن أبدلا


      وهكذا بألف من لأهب     لمن إلى الياء قرآة ذهب

      أتى الناظم بما ذكره هنا تمثيلا لما أبدل حرفا محركا وزيادة في البيان إذ هو مندرج في قوله: "أو بالبدل إذا تحرك" كما قررناه قبل، ولما كان المبدل حرفا محركا يتنوع إلى ما وافقت صورته تلاوته، وإلى ما خالفت صورته تلاوته، مثل لكلا النوعين؛ فمثل للنوع الأول ب: مؤجلا ، وبابه عند من أبدله، وأراد ببابه نحو: مؤذن ، و: ليلا ، ومثل للنوع ب: لأهب إذ صورة همزه في الرسم ألف، وهي مخالفة للياء عند من قرأ بها، ومثل: لأهب ، نحو: ويا سماء أقلعي ومن: وعاء أخيه ونحو: يشاء إلى ، و: هؤلاء إن [ ص: 277 ] عند من أبدل الثانية ياء؛ إذ كلها لا توافق صورة الهمز فيها التلاوة. فقول الناظم: "وهكذا بألف من "لأهب" يعني وبابه أيضا، وما ذكره في: لأهب من جعل نقطة حمراء على الألف دلالة على الإبدال هو الذي يؤخذ من كلام الداني، وصرح به بعض الأئمة، وهو مذكور في بعض نسخ ذيل "التنزيل"، وعمل به في بعض البلاد، واقتصر أبو داود حسبما هو في عدة نسخ من الذيل على جعل ياء بالحمراء على الألف بناء على أن الياء عند من قرأ بها مبدلة من الهمز، وهذا الوجه الذي اقتصر عليه أبو داود هو الذي اختاره اللبيب، وبه جرى العمل عندنا بتونس، وهو الذي يجري مع كون الياء: لأهب حرف مضارعة، وقد ذكر اللبيب أوجها أخرى في: لأهب لم يصحبها عمل لضعفها، وقول الناظم في "مؤجلا" و: "من فوقه" يتعلقان ب: "تجعل" محذوفا، ويقدر مثله في البيت الثاني لتتعلق به مجروراته،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية