الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وذا الذي ذكرت في المسهل سهل بين بين أو بالبدل


      إذا تحرك..........      .....................

      لما قدم أن ضبط الهمز المسهل نقط بالحمراء، واقتضى لفظه المتقدم عموم هذا الضبط في جميع أنواع التسهيل لكونه أراد بالمسهل فيما تقدم المخفف، [ ص: 274 ] أشار هنا إلى تخصيص ذلك العموم، فأخبر أن الضبط الذي ذكره في الهمز المسهل خاص بما سهل بين بين، وبما أبدل حرفا محركا، أما تسهيل بين بين، فجعلت علامته نقطة تشبيها له بالهمزة المحققة لما فيه من بعض الهمزة؛ إذ هي تسهل بينها وبين حرف شكلها، وأما ما أبدل حرفا محركا فإبقاء حركة الهمزة فيه صير الهمزة كأنها باقية، فجعلت علامتها نقطة بخلاف ما أبدل حرف مد، فإن الهمزة ذهبت فيه وذهبت حركتها، والحرف الذي جيء به أجنبي.

      وقوله: "سهل بين بين" يشمل مواضع منها: أرأيت ، و: ها أنتم ، وباب: أأنذرتهم لقالون، وكذا ورش على وجه التسهيل له، وباب: آلله على وجه التسهيل فيه، فتجعل في الجميع نقطة حمراء في رأس الألف دلالة على التسهيل بين بين، فإن كانت الألف محذوفة كألف: أرأيت ألحقت، وجعلت النقطة في رأسها على ما جرى به العمل، ومنها باب: أإله ، وباب "أأنزل" مما صورت فيه إحدى الهمزتين فقط، فإن نقطه على المختار عند الناظم، وبه العمل أن تجعل الصفراء في رأس الألف، والحمراء في السطر بعدها علامة التسهيل، وسيأتي للناظم فيه غير هذا الوجه، منها: جاء أمة ، وباب: وجاء إخوة وكذلك باب: يشاء إلى على وجه التسهيل، وكذلك المتفقان من كلمتين نحو: شاء أنشره على وجه تسهيل الثانية منهما لورش، فالحكم في الجميع أن تجعل نقطة حمراء في موضع الهمزة المسهلة، ومنها: أولياء أولئك ، وباب على: البغاء إن عند قالون، فالحكم أن تجعل نقطة حمراء في موضع الهمزة الأولى دلالة على التسهيل، وبهذا جرى العمل، وسيأتي للناظم في ذلك غير هذا الوجه، وقوله: "أو بالبدل إذا تحرك" يشمل مواضع أيضا منها: ليلا و: لأهب وباب: مؤجلا ، فالحكم فيها جعل نقطة حمراء في موضع الهمزة من الصورة دلالة على إبدالها حرفا محركا، وسنذكر في: لأهب غير هذا الوجه مع بيان ما به العمل فيه، ومنها باب: من وعاء أخيه ، و: ويا سماء أقلعي ، فالحكم جعل نقطة حمراء في موضع الهمزة المبدلة دلالة على البدل.

      ومنها باب: يشاء إلى على وجه الإبدال، و: هؤلاء إن و: على البغاء إن عند من يبدلهما ياء مكسورة، فالحكم [ ص: 275 ] جعل نقطة حمراء في موضع الهمزة المبدلة دلالة على البدل.

      وأخرج بقوله: "إذا تحرك" مواضع: أرأيتم ، و:0 ها أنتم وباب: أأنذرتهم وباب آلله عند من يقرؤها كلها بإبدال الهمزة حرف مد؛ فإن الهمزة المبدلة حرف مد لا تجعل النقطة في موضعها، ومنها الهمزة الثانية من المتفقتين في كلمتين على وجه إبدالها لورش حرف مد، فلا تجعل النقطة في وضعها، ومنها الهمزة الساكنة إذا أبدلت نحو: آمن ، و: "يومن" و: بين وشبهه، فلا تجعل النقطة في موضعها.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية