الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      .............................. إلا وسقياها ولفظ يحيى


      وفي العقيلة أتى سقياها     ولم يجئ بالياء في سواها


      وعنهما قد جاء أيضا بالألف     كنحو هاذه وعن بعض حذف

      استثنى هنا من الأصل المتقدم باعتبار حكمه، وهو الرسم بالألف لفظين رسما بالياء وهما لفظ: وسقياها ولفظ: يحيى المبدوء بالياء.

      أما "وسقياها" ففي "والشمس": ناقة الله وسقياها ، وقد أخبر الناظم أنه أتى في "العقيلة"، أي: جاء فيها بالياء، ثم أخبر أنه لم يجئ بالياء في سوى "العقيلة"، من الكتب المعتمدة عنده للنقل، وإنما جاء عن الشيخين بألف ثابتة عن بعض كتاب المصاحف مثل: الدنيا ، و: "ورءيا" و: أحيا الممثل بها قبل، ويحذف الألف عن بعض آخر منهم ك: عقباها . الآتي فتحصل في لفظ: وسقياها [ ص: 206 ] ثلاثة أوجه:

      - رسمه بياءين؛ وهو مما انفردت به العقيلة.

      - ورسمه بياء واحدة مع حذف الألف بعدها.

      - ورسمه بألف ثابتة بعد الياء، وعلى الوجه الأخير العمل عندنا.

      وأما لفظ "يحيى" المبدوء بالياء، فنحو ما في "الأنعام": ويحيى وعيسى وإلياس ، وما في "الأنفال": "ويحيى من حيى"، وما في "طه" و: "سبح": "لا يموت فيها ولا يحيى"، وقد رسم ألفه بالياء باتفاق المصاحف، وظاهر إطلاق الناظم أنه لا فرق في رسم ألف: "يحيى"، ياء بين أن يكون اسما أو فعلا، وبه صرح الشيخان، وهو مذهب أهل المصاحف، وذهب النحاة إلى أنه لا يرسم بالياء إلا العلم، وقوله: "ولفظ يحيى"، بالنصب عطف على قوله: "وسقياها" المنصوب على الاستثناء بألا، وواو "وسقياها" من لفظ القرآن.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية