الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وهاك ما لظاهر أضفتا من هاء تأنيث وخط بالتا

      أي: خذ ما أضفته إلى ظاهر من اسم ذي هاء تأنيث في حال كونه خط بالتاء، أي: رسمت هاؤه في المصاحف بالتاء ك: "رحمت الله" و: "نعمت الله" و: "لسنت الله". في المواضع الآتية، واحترز بقيد الإضافة عن ما ختم بهاء التأنيث ولم يضف، ك: "رحمة"، من قوله تعالى: هدى ورحمة للمؤمنين لتعيين رسمه بالهاء إلا ما يذكره في: فبما رحمة من الله . واحترز بالإضافة إلى ظاهر من الإضافة إلى ضمير. ك: "رحمتي" من قوله تعالى: ورحمتي وسعت كل شيء لتعيين رسمه بالتاء، وكما تسمى هذه الهاء هاء تأنيث تسمى أيضا تاء تأنيث، واختلف أيهما الأصل، فذهب البصريون إلى أن الأصل التاء، وذهب الكوفيون إلى أن الأصل الهاء، وقد أخرج الناظم بتسميتها هاء تأنيث التاء في جمع المؤنث، ك: جنات عدن ، وفي الفعل ك: قالت ، كما خرج الفعل الذي اتصلت به التاء بقيد الإضافة، وقد استفيد من هذه الترجمة أن ما لم يذكر أثناءها من هاءات التأنيث مرسوم بالهاء، وهو كذلك، وقد اتفق القراء السبعة على الوقف بالهاء فيما رسم منها هاء، واختلفوا فيما رسم منها تاء على ما بين في علم القراءات، وقد اشتملت هذه الترجمة على أربعة فصول تضمنت ثلاث عشرة كلمة ذكر منها الناظم في الفصل الأول كلمة "رحمة"، وفي الثاني كلمة "نعمة"، وفي الثالث كلمة "سنة"، [ ص: 235 ] وفي الرابع العشرة الباقية، وقوله: لظاهر متعلق ب: "أضفت"، وقوله: "من هاء تأنيث" بيان لما على حذف مضاف، أي: من ذي هاء تأنيث وجملة: "وخط بالتاء" حالية مقترنة بواو الحال.

      ثم قال:


      ورحمة بالتاء في البكر وفي     سورة الأعراف ونص الزخرف


      معا وفي هود أتت ومريما     والروم كل باتفاق رسما


      كذا بما رحمة أيضا ذكرت     لابن نجاح وبهاء شهرت

      هذا هو الفصل الأول من فصول الترجمة، وقد ذكر فيه كلمة "رحمة"، فأخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن "رحمة" رسمت بالتاء في سبعة مواضع كل منها باتفاق من المصاحف.

      - الموضع الأول: "أولئك يرجون رحمت الله"، في "البكر"، أي: سورة "البقرة".

      - الموضع الثاني: "إن رحمت الله قريب من المحسنين" في "الأعراف".

      - الموضع الثالث والرابع: "أهم يقسمون رحمت ربك"، "ورحمت ربك خير مما يجمعون". كلاهما في "الزخرف"، وإليهما أشار بقوله: ونص "الزخرف" "معا" فقوله "معا" حال من: "نص الزخرف"; لأن المراد به الكلمتان.

      - الموضع الخامس: "رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت" في سورة "هود".

      - الموضع السادس: "ذكر رحمت ربك". في سورة "مريم".

      - الموضع السابع: "فانظر إلى آثار رحمت الله"، في "الروم".

      ثم أخبر في البيت الثالث عن ابن نجاح؛ وهو أبو داود بأن: فبما رحمة من الله في "آل عمران"، رسمت بالتاء، وأن المشهور فيها الهاء، وهذا الموضع غير داخل في الترجمة; لأنه ليس بمضاف، والترجمة معقودة للمضاف المختوم بهاء التأنيث ولكنه ذكره هنا; لأنه ليس له أنسب من هذه الترجمة، والعمل فيه على المشهور؛ وهو الرسم بالهاء، والألف في قوله: "مريما" و: "رسما" للإطلاق، ومفعول: "رسما" محذوف، أي: رسم تاء.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية