الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      ثم الذي أدغمت مع إبقاء صوت كطاء عند حرف التاء

      [ ص: 271 ]

      صور سكون الطاء إن أردتا     وشددن بعده حرف التا


      أو عر إن شئت كلا الحرفين     والأول اختير من الوجهين

      تكلم هنا على حكم القسم الثاني من قسم المدغم، وهو ما أدغم مع إبقاء صوته أي: صفته المسمى إدغامه ناقصا، ومنه إدغام النون الساكنة في الواو والياء مع إبقاء الغنة وقد تقدم، ومنه ما مثل به الناظم هنا؛ وهو إدغام الطاء في التاء من: أحطت ، و: بسطت ، و: فرطت لجميع القراء، وقد ذكر الناظم في ضبطه وجهين على سبيل التخيير: الأول أن تصور سكون الطاء وتضع علامة التشديد على التاء، الثاني أن تعري الطاء من علامة السكون وتعري التاء من علامة التشديد دون الحركة، وهذان الوجهان هما المتقدمان مع توجيههما في إدغام النون في الواو والياء مع إبقاء الغنة، قال الناظم: و: "الأول اختير من الوجهين" أي: الأول من هذين الوجهين هو مختار الشيخين وغيرهما، وبه جرى العمل، ومن المدغم إدغاما ناقصا القاف في الكاف من: نخلقكم بالمرسلات على أحد الوجهين فيه، وهو إدغام ذات القاف في الكاف مع إبقاء الاستعلاء الذي هو صفة للقاف، وإليه ذهب مكي وجماعة، وعليه يكون ضبطه كضبط: أحطت ، ونحوه، والوجه الآخر فيه إدغام القاف في الكاف ذاتا وصفة، وهو مذهب الجمهور، وحكى الداني الإجماع عليه، وعليه يكون الإدغام تاما، ويضبط كسائر المدغمات إدغاما تاما بأن تعري القاف من علامة السكون، وتجعل علامة التشديد على الكاف، وبهذا جرى العمل في ضبطه.

      "تنبيه": مما يناسب أن يذكر هنا حكم فواتح السور، وذلك أن فيها الإظهار والإخفاء، والإدغام الخالص والإدغام الناقص، فأما الإظهار فهو الدال من صاد حيث وقع، وفي الميم من ميم حيث وقعت، وفي الميم من لام عند الراء، وفي الفاء من كاف وقاف، ومن ألف حيث وقع، وفي النون من: يس عند قالون، ومن: ن والقلم عنده، وعند ورش على الأشهر له، فالحكم أن يحرك الحرف الذي بعدها بحركته، ولا يشدد؛ إذ لا موجب لتشديده سواء كان ما بعدها من هذه الحروف نحو: الر ، فإنك تحرك [ ص: 272 ] اللام والراء ولا تشددهما لإظهار فاء ألف وميم لام، أو كان ما بعدها من غير هذه الحروف نحو: "الم ذلك. وحم تنزيل"، فإنك تحرك الذال من ذلك والتاء من: تنزيل ، ولا تشددهما، وأما الإخفاء فإنه في النون من عين في فاتحتي "مريم" و: "الشورى" وفي النون من سين في فاتحتي "النمل" و: "الشورى"، والحكم فيه كالحكم في الإظهار سواء; لأن الفرق بين الإظهار والإخفاء إنما يظهر في ضبط المسكن وترك ضبطه، والمسكن غير موجود هنا في الرسم، وأما الإدغام الخالص فهو في الميم من لام قبل ميم، وفي النون من: طسم ، والحكم فيه تشديد ما بعده وهو ميم، وأما الإدغام الناقص فهو في نون يس ، عند ورش، وعلى وجه عنده أيضا في: ن والقلم ، والحكم فيه تعرية ما بعده من علامة الشد على المختار المعمول به، ووجهه أن النون من يس ، و: ن ، لما لم ترسم أعطيت الواو بعدها حكم الواو بعد التنوين، فلم تشدد، و: "ثم" في قول الناظم "ثم الذي" لترتيب الأخبار فلا تدل على مهلة،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية