الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وستة الألفاظ في التنزيل محذوفة من غير ما تفصيل

      أخبر عن أبي داود في: التنزيل بحذف ألف الألفاظ الستة المتقدمة من قوله: و: "مثله"، في الموضعين: طائر، إلى هنا وهي: "طائر"، منصوبا وغير منصوب، و: "إناثا"، و: "رباع"، و: "قياما"، و: "بالغ"، و: "يسارعون".

      وقوله: "من غير ما تفصيل"، يعني من غير تفرقة بين لفظ: "طائر"، الواقع في السور المتقدمة، وليس لفظ: "طائر"، الواقع في سورة "يس"، ومن غير تفرقة بين لفظ: "إناثا"، و: "رباع"، الواقعين في السورة المتقدمة، وبين ما وقع في غيرها، ومن غير تفرقة بين: "قياما"، الواقع في "العقود"، وبين الواقع في غيرها لكن بقيد أن يكون منصوبا منونا.

      وأما المرفوع والمحفوض نحو: فإذا هم قيام ينظرون فما استطاعوا من قيام ، فلم يحذف أبو داود واحدا منهما، والعمل عندنا على إثباتهما، ومن غير تفرقة بين: "بالغ"، المتقدم، وهو: "بالغ"، المضاف إلى "الكعبة" و: "بالغ" المجرد عن الإضافة نحو: إن الله بالغ أمره ، ولما كان مراد الناظم بغير المضاف إلى الكعبة غيرا خاصا لم يكتف بهذا البيت عن ذكر المؤنث والمجموع بلا نص على كل واحد بالتعيين، ومن غير تفرقة بين: "يسارعون"، المتقدم، وهو الواقع [ ص: 95 ] في "الأنبياء"، وبين غيره وهو: "يسارعون"، الواقع في غير "الأنبياء".

      وأما: سارعوا إلى مغفرة من ربكم "فألفه ثابتة، ولا يدخل في كلامه لما قررنا من أن المراد غير خاص، والعمل عندنا على ما لأبي داود من الحذف في الألفاظ الستة من غير تفصيل، و: "ما" في قوله، "من غير ما تفصيل" زائدة.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية