ثم قال:
وحذف البعض من أولياء مع مضمر وألف البناء
رفعا وجرا وجزاء يوسفا في المقنع الهمز قليلا حذفا
ونص تنزيل بهاذي الأحرف أعني جزاؤه بغير ألف
[ ص: 163 ] لما قدم أن الهمزة المتوسطة الواقعة بعد الألف المتوسطة تصور من جنس حركة نفسها، استدرك هنا ما خالف تلك القاعدة من الكلمات مع ذكر ما يتعلق بذلك من حذف الألف، فأخبر في البيت الأول وبعض الثاني مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن بعض كتاب المصاحف
nindex.php?page=treesubj&link=28885_28949حذف صورة الهمزة من لفظ: "أولياء". المصحوب بضمير حال كونه مرفوعا أو مجرورا، وحذف ذلك البعض أيضا ألف البناء، أي: ألف بنية الكلمة وهو الألف الواقعة بعد الياء، وقد وقع "أولياء" المذكور في ستة مواضع:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=257أولياؤهم الطاغوت . في "البقرة"، و:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128أولياؤهم من الإنس .
في "الأنعام"، و:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34إن أولياؤه إلا المتقون ، في "الأنفال"، و:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=31نحن أولياؤكم في "فصلت"، و:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121ليوحون إلى أوليائهم ، في "الأنعام". و:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=6إلى أوليائكم معروفا ، في "الأحزاب"، وفهم من قوله: "وحذف البعض". إلخ، أن غير ذلك البعض من كتاب المصاحف أثبت صورة الهمزة وألف البناء؛ وهو كذلك، واختار أبو داود تصوير الهمزة، وإثبات الألف وعلى ما اختاره العمل عندنا، واحترز الناظم بقوله: "مع مضمر"، من الخالي عنه نحو: "أولياء"، "أولئك"، وبقيد الرفع والجر عن المنصوب نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وما كانوا أولياءه ، فإنه لا خلاف في عدم تصوير الهمزة فيهما، ثم تمم الناظم في قوله: "وجزاء يوسف"، إلخ، بقية ما خالف تلك القاعدة من الكلمات، فأخبر أن: جزاء يوسف، ذكر أبو عمرو في "المقنع" أن حذف صورة همزة قليل و: "جزاء يوسف"، ثلاث كلمات فيها وهي:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=74فما جزاؤه إن كنتم كاذبين nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=75قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه . وفهم من قوله: "قليلا حذفا" أن الكثير إثبات صورة الهمزة وهو كذلك، وسكت الناظم عن ثبوت صورة الهمزة لأبي داود في: "جزاء يوسف" لمجيئه عنده على القاعدة المتقدمة من غير خلاف، ثم أخبر بأن نص التنزيل في هذه الحروف؛ أي: كلمات: "جزاء يوسف"، الثلاث بغير ألف، أي: بحذف الألف بين الزاي وصورة الهمزة، وأخر الناظم حذف الألف في: "أولياء"، المذكورة وفي: "جزاء يوسف". إلى هنا للمناسبة، وإن كان محل حذف الألفات قد تقدم، والعمل عندنا في كلمات: "جزاء يوسف" الثلاث
[ ص: 164 ] على تصوير الهمزة، وعلى حذف الألف بين الزاي وصورة الهمزة، وقوله: "وحذف البعض"، فعل وفاعل و: "من أولياء". متعلق: "بحذف" ومفعول حذف محذوف تقديره: صورة الهمزة، و: ألف البناء، عطف على المفعول المحذوف: "رفعا وجرا". حالان من: "أولياء".
ثُمَّ قَالَ:
وَحَذَفَ الْبَعْضُ مِنْ أَوْلِيَاءِ مَعْ مُضْمَرٍ وَأَلِفِ الْبِنَاءِ
رَفْعًا وَجَرًّا وَجَزَاءً يُوسُفَا فِي الْمُقْنِعِ الْهَمْزُ قَلِيلًا حُذِفَا
وَنَصُّ تَنْزِيلٍ بِهَاذِي الْأَحْرُفِ أَعْنِي جَزَاؤُهُ بِغَيْرِ أَلِفِ
[ ص: 163 ] لَمَّا قَدَّمَ أَنَّ الْهَمْزَةَ الْمُتَوَسِّطَةَ الْوَاقِعَةَ بَعْدَ الْأَلِفِ الْمُتَوَسِّطَةِ تُصَوَّرَ مِنْ جِنْسِ حَرَكَةِ نَفْسِهَا، اسْتَدْرَكَ هُنَا مَا خَالَفَ تِلْكَ الْقَاعِدَةَ مِنَ الْكَلِمَاتِ مَعَ ذِكْرِ مَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ مِنْ حَذْفِ الْأَلِفِ، فَأَخْبَرَ فِي الْبَيْتِ الْأَوَّلِ وَبَعْضِ الثَّانِي مَعَ إِطْلَاقِ الْحُكْمِ الَّذِي يُشِيرُ بِهِ إِلَى اتِّفَاقِ شُيُوخِ النَّقْلِ بِأَنَّ بَعْضَ كُتَّابِ الْمَصَاحِفِ
nindex.php?page=treesubj&link=28885_28949حَذَفَ صُورَةَ الْهَمْزَةِ مِنْ لَفْظِ: "أَوْلِيَاءَ". الْمَصْحُوبِ بِضَمِيرٍ حَالَ كَوْنِهِ مَرْفُوعًا أَوْ مَجْرُورًا، وَحَذَفَ ذَلِكَ الْبَعْضُ أَيْضًا أَلِفَ الْبِنَاءِ، أَيْ: أَلِفَ بِنْيَةِ الْكَلِمَةِ وَهُوَ الْأَلِفُ الْوَاقِعَةُ بَعْدَ الْيَاءِ، وَقَدْ وَقَعَ "أَوْلِيَاءُ" الْمَذْكُورُ فِي سِتَّةِ مَوَاضِعَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=257أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ . فِي "الْبَقَرَةِ"، وَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=128أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ .
فِي "الْأَنْعَامِ"، وَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ ، فِي "الْأَنْفَالِ"، وَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=31نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي "فُصِّلَتْ"، وَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=121لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ، فِي "الْأَنْعَامِ". وَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=6إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا ، فِي "الْأَحْزَابِ"، وَفُهِمَ مِنْ قَوْلِهِ: "وَحَذَفَ الْبَعْضُ". إِلَخْ، أَنَّ غَيْرَ ذَلِكَ الْبَعْضِ مِنْ كُتَّابِ الْمَصَاحِفِ أَثْبَتَ صُورَةَ الْهَمْزَةِ وَأَلِفِ الْبِنَاءِ؛ وَهُوَ كَذَلِكَ، وَاخْتَارَ أَبُو دَاوُدَ تَصْوِيرَ الْهَمْزَةِ، وَإِثْبَاتَ الْأَلِفِ وَعَلَى مَا اخْتَارَهُ الْعَمَلُ عِنْدَنَا، وَاحْتَرَزَ النَّاظِمُ بِقَوْلِهِ: "مَعْ مُضْمَرٍ"، مِنَ الْخَالِي عَنْهُ نَحْوَ: "أَوْلِيَاءَ"، "أُولَئِكَ"، وَبِقَيْدِ الرَّفْعِ وَالْجَرِّ عَنِ الْمَنْصُوبِ نَحْوَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ ، فَإِنَّهُ لَا خِلَافَ فِي عَدَمِ تَصْوِيرِ الْهَمْزَةِ فِيهِمَا، ثُمَّ تَمَّمَ النَّاظِمُ فِي قَوْلِهِ: "وَجَزَاءُ يُوسُفَ"، إِلَخْ، بَقِيَّةَ مَا خَالَفَ تِلْكَ الْقَاعِدَةَ مِنَ الْكَلِمَاتِ، فَأَخْبَرَ أَنَّ: جَزَاءُ يُوسُفَ، ذَكَرَ أَبُو عَمْرٍو فِي "الْمُقْنِعِ" أَنَّ حَذْفَ صُورَةِ هَمْزَةٍ قَلِيلٌ وَ: "جَزَاءُ يُوسُفَ"، ثَلَاثُ كَلِمَاتٍ فِيهَا وَهِيَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=74فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=75قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ . وَفُهِمَ مِنْ قَوْلِهِ: "قَلِيلًا حُذِفَا" أَنَّ الْكَثِيرَ إِثْبَاتُ صُورَةِ الْهَمْزَةِ وَهُوَ كَذَلِكَ، وَسَكَتَ النَّاظِمُ عَنْ ثُبُوتِ صُورَةِ الْهَمْزَةِ لِأَبِي دَاوُدَ فِي: "جَزَاءُ يُوسُفَ" لِمَجِيئِهِ عِنْدَهُ عَلَى الْقَاعِدَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ، ثُمَّ أَخْبَرَ بِأَنَّ نَصَّ التَّنْزِيلِ فِي هَذِهِ الْحُرُوفِ؛ أَيْ: كَلِمَاتِ: "جَزَاءُ يُوسُفَ"، الثَّلَاثِ بِغَيْرِ أَلِفٍ، أَيْ: بِحَذْفِ الْأَلِفِ بَيْنِ الزَّايِ وَصُورَةِ الْهَمْزَةِ، وَأَخَّرَ النَّاظِمُ حَذْفَ الْأَلِفِ فِي: "أَوْلِيَاءَ"، الْمَذْكُورَةِ وَفِي: "جَزَاءُ يُوسُفَ". إِلَى هُنَا لِلْمُنَاسَبَةِ، وَإِنْ كَانَ مَحَلُّ حَذْفِ الْأَلِفَاتِ قَدْ تَقَدَّمَ، وَالْعَمَلُ عِنْدَنَا فِي كَلِمَاتِ: "جَزَاءُ يُوسُفَ" الثَّلَاثِ
[ ص: 164 ] عَلَى تَصْوِيرِ الْهَمْزَةِ، وَعَلَى حَذْفِ الْأَلِفِ بَيْنِ الزَّايِ وَصُورَةِ الْهَمْزَةِ، وَقَوْلُهُ: "وَحَذَفَ الْبَعْضُ"، فِعْلٌ وَفَاعِلٌ وَ: "مِنْ أَوْلِيَاءَ". مُتَعَلِّقٌ: "بِحَذَفَ" وَمَفْعُولُ حَذَفَ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: صُورَةَ الْهَمْزَةِ، وَ: أَلِفُ الْبِنَاءِ، عَطْفٌ عَلَى الْمَفْعُولِ الْمَحْذُوفِ: "رَفْعًا وَجَرًّا". حَالَانِ مِنْ: "أَوْلِيَاءَ".