الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وشفعاؤا يعبؤا البلاؤا ثم بلا لام معا أنباؤا

      ذكر في هذا البيت أربع كلمات أيضا من كلمات هذا الفصل المخالفة للقياس وهي: "شفعاء"، و: "يعبأ". و: "البلاء" و: "أنباء ". بلا لام تعريف.

      أما "شفعاء" ففي "الروم": ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء .

      وأما "يعبأ" ففي "الفرقان": قل ما يعبأ بكم ربي .

      وأما "البلاء" ففي "الصافات": إن هذا لهو البلاء المبين . وقد استعمل الناظم: "أل"، هنا قيدا لإخراج المنكر لكن بقرينة ذكره المنكر في "الدخان" بعد هذا، وسيأتي هناك بيان المحترز عنه.

      وأما "أنباء" بلا لام تعريف ففي "الأنعام" و: "الشعراء": أنباء ما كانوا به يستهزئون . وإلى هذين الموضعين أشار بقوله: "معا"، وسيأتي استدراك الخلاف في: "أنباء" الذي في "الشعراء" لأبي داود، واحترز بقوله بلا لام عن المقترن بلام التعريف، وهو في "القصص": فعميت عليهم الأنباء . فإنه رسم بحذف صورة الهمزة على القياس، والعمل عندنا على تصوير همزة: "أنباؤا"، بواو بعدها ألف في الموضعين كالألفاظ الثلاثة قبله.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية