ثم قال:
[ ص: 244 ] القول في أحكام وضع الحركه في الحرف كيفما أتت محركه
أي: هذا القول في صفات وضع الحركة المصاحبة للحروف كيفما جاءت تلك الحروف محركة أي: بالفتح، أو بالضم، أو بالكسر فقوله: "أحكام" بفتح الهمزة جمع حكم بمعنى الصفة، ويروى بكسر الهمزة على أنه مصدر بمعنى الإتقان، والمراد بالحركة الجنس الشامل للفتحة، والضمة، والكسرة، و: "في" من قوله "في الحرف" للمصاحبة مثلها في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=38ادخلوا في أمم أي: مع أمم. و: "أل" في الحرف للاستغراق، فيدخل فيه جميع الحروف حتى حروف فواتح السور نحو: الم و:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1ق و:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=1ن ، فتضبط كما نص عليه الداني وبه العمل، وأما نزول المط عليها فسنتكلم عليها في الباب الذي بعد هذا، وقوله: "محركة" حال من فاعل "أتت" الذي هو ضمير عائد على الحرف، وأنث ضميره والحال الآتية منه نظرا إلى معناه; لأنه بمعنى الحروف؛ فهو كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=31أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ، معناه أو الأطفال.
ثُمَّ قَالَ:
[ ص: 244 ] الْقَوْلُ فِي أَحْكَامِ وَضْعِ الْحَرَكَهْ فِي الْحَرْفِ كَيْفَمَا أَتَتْ مُحَرَّكَهْ
أَيْ: هَذَا الْقَوْلُ فِي صِفَاتِ وَضْعِ الْحَرَكَةِ الْمُصَاحِبَةِ لِلْحُرُوفِ كَيْفَمَا جَاءَتْ تِلْكَ الْحُرُوفُ مُحَرَّكَةً أَيْ: بِالْفَتْحِ، أَوْ بِالضَّمِّ، أَوْ بِالْكَسْرِ فَقَوْلُهُ: "أَحْكَامِ" بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ جَمْعُ حُكْمٍ بِمَعْنَى الصِّفَةِ، وَيُرْوَى بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْإِتْقَانِ، وَالْمُرَادُ بِالْحَرَكَةِ الْجِنْسُ الشَّامِلُ لِلْفَتْحَةِ، وَالضَّمَّةِ، وَالْكَسْرَةِ، وَ: "فِي" مِنْ قَوْلِهِ "فِي الْحَرْفِ" لِلْمُصَاحَبَةِ مِثْلُهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=38ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ أَيْ: مَعَ أُمَمٍ. وَ: "أَلْ" فِي الْحَرْفِ لِلِاسْتِغْرَاقِ، فَيَدْخُلُ فِيهِ جَمِيعُ الْحُرُوفِ حَتَّى حُرُوفُ فَوَاتِحِ السُّورِ نَحْوَ: الم وَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=1ق وَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=1ن ، فَتُضْبَطُ كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ الدَّانِيُّ وَبِهِ الْعَمَلُ، وَأَمَّا نُزُولُ الْمَطِّ عَلَيْهَا فَسَنَتَكَلَّمُ عَلَيْهَا فِي الْبَابِ الَّذِي بَعْدَ هَذَا، وَقَوْلُهُ: "مُحَرَّكَةْ" حَالٌ مِنْ فَاعِلِ "أَتَتْ" الَّذِي هُوَ ضَمِيرٌ عَائِدٌ عَلَى الْحَرْفِ، وَأَنَّثَ ضَمِيرَهُ وَالْحَالَ الْآتِيَةَ مِنْهُ نَظَرًا إِلَى مَعْنَاهُ; لِأَنَّهُ بِمَعْنَى الْحُرُوفِ؛ فَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=31أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ، مَعْنَاهُ أَوِ الْأَطْفَالِ.