- "الثاني": لم يتعرض الشيخان لكيفية ضبط النبي معا في "الأحزاب" و: "بالسو إلا" في سورة "يوسف" على وجه الإبدال له، والذي جرى به العمل في ضبطهما له أن تعرى الياء في: النبي معا والواو في: "بالسو إلا" على وجه الإبدال من علامتي التشديد، والحركة لعدم وجود المدغم فيه رسما في الكلمتين، وبيانه أن الرسم مبني على الابتداء والوقف كما قدمناه، ولا شك أن الموقوف عليه لقالون في الكلمتين همزة، ولا وجود لها في المصحف، فيتعين أن تكون لقالون معا والواو المرسومة في: "بالسو إلا" هما الناشئتان عن الحركة قبلهما، وهما المدغمان في وصل الياء المرسومة في: النبي فيلزم تعريتهما، وإلى هذا أشار الشيخ سيدي قالون عبد الرحمن بن القاضي بقوله:
بالسو في الصديق والنبي معا لدى الأحزاب يا صفي
بالهمز في الوقف لقالون ورد فخذ به ورد قول من جحد
ولا تضع في ضبطه شكلا ولا شدا لفقد مدغم فيه جلا
فإن قلت: هل تجعل نقطة بالحمراء في موضع الهمزة من هذه الكلمات، لإبدال الهمزة حرفا محركا حتى أدغمت فيه الياء والواو؟ قلت: ذكر العلامة التنسي ما معناه أن شرط ضبط الهمزة المبدلة حرفا محركا بالحمراء أن لا يؤدي الإبدال إلى الإدغام، أما إن أدى إليه فلا يجعل لها نقطة أصلا، قال: وذلك: "النسي" : و: النبي في حرفي "الأحزاب" لورش و: بالسو إلا "على قول عنده انتهى، واعترضه الشيخ لقالون ابن عاشر بما يعلم بالوقوف عليه، وقال في: النبي معا و: " بالسو إلا " على وجه الإبدال له القياس على مقتضى قول الناظم في الضبط، وذا الذي ذكرت في "المسهل" سهل بين بين، أو بالبدل إذا تحرك أن تجعل الهمزة نقطة بالحمراء في السطر لإبدالها حرفا محركا حتى أدغمت فيها الواو، والياء قبلها. اه. والذي جرى به العمل عدم وضع النقطة في: النبي معا، وفي " بالسو إلا " على وجه الإبدال لقالون ك: "النسي" لقالون وقول الناظم "في المسهل" متعلق بمحذوف خبر عن قوله: "ذا"، وجملة "سهل" في موضع الحال من "المسهل"، لورش.