الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وباتفاق أثبتوا داودا إذ كان أيضا واوه مفقودا


      وما أتى وهو لا يستعمل     فألف فيه جميعا يجعل


      كقوله سبحانه طالوتا     ياجوج ماجوج وفي جالوتا

      أخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل عن كتاب المصاحف باتفاقهم على إثبات ألف "داود" مع توفر شروط الحذف فيه، ثم علل إثباته بقوله: "إذ كان أيضا واوه مفقودا"، أي: لأنه فقد وحذف منه حرف في الرسم أيضا وهو أحد واويه، فلو حذفت ألفه أيضا لاجتمع فيه حذفان، وإنما اتفق على ثبت ألف "داود" دون ألف "إسرائيل" مع أن علة الإثبات فيهما متحدة; لأن لفظ "إسرائيل" أثقل من لفظ "داود" لكثرة حروفه، وللقول بتركيبه من "إسرا" بمعنى: عبد و "إيل"، بمعنى الله; ولأنه أكثر ما يقع في القرآن مضافا إليه.

      ثم أخبر في البيت الثاني من الإطلاق المذكور بجعل، أي: إثبات ألف الأسماء الأعجمية غير المستعملة يعني القليلة الاستعمال، ثم مثل لذلك في البيت الثالث: ب: "طالوت" و: "يأجوج"، و: "مأجوج" و: "جالوت"، ومثلها: "إلياس" و: "ياسين"، لم يذكرهما الشيخان، ولذا سكت عنهما الناظم هنا وقال في عمدة البيان مشيرا إلى الأول:


      والنص في إلياس فيه نظر     وثبته فيما رأيت أجدر

      وجزم بعضهم بحذفه وتردد بعضهم فيهما، والعمل عندنا على إثباتهما.

      "وما" من قول الناظم، "وما" أتى اسم موصول أو اسم شرط صادقة على الاسم الأعجمي والأقرب أن "في" الجارة: لجالوت زائدة، والألف المتصلة بالتاء من: "طالوتا" و: "جالوتا" للإطلاق.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية