الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      كذا أصابتهم أصابتكم وما أصابكم لدى الثلاث كيفما

      أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "أصابتهم"، و: "أصابتكم"، و: "أصابكم"، أما "أصابتهم" ففي "البقرة": الذين إذا أصابتهم مصيبة ، وهو متعدد فيما بعدها، وأما "أصابتكم" ففي "آل عمران": أولما أصابتكم مصيبة ، وهو متعدد أيضا، وأما "أصابكم" ففي "آل عمران": وما أصابكم يوم التقى الجمعان وفي النساء: ولئن أصابكم فضل من الله ، وهو متعدد أيضا.

      وظاهر قوله: وما "أصابكم" أن لفظ "ما" قيد في "أصابكم"، وليس كذلك، كما علمت من التمثيل، والعمل عندنا على الحذف في هذه الألفاظ الثلاثة، لكن بشرط أن تكون كما لفظ به الناظم بأن يتصل ب: "أصاب" تاء التأنيث، مع ضمير الجماعة الغائبين أو المخاطبين، أو يتجرد من تاء التأنيث، ويتصل به ضمير الجماعة المخاطبين، فإن لم يتصل ب: "أصاب" ذلك أثبت ألفه نحو: "ما أصابك"، "فأصابه"، "فأصابهم"، ما "أصاب"، أصابت"، وظاهر قوله: "كيفما" أنه مرتبط بقوله: "لدى الثلاث"، فيقتضي الحذف في الألفاظ الثلاثة كيفما وقعت، أي: سواء اتصل بها ما ذكر، أو لم يتصل بها وليس كذلك.

      وقد نقل عن الناظم أنه لما سئل عن قوله"كيفما" أجاب بأنه راجع إلى اللفظ الأخير، وهو "أصابكم"، أي: سواء كان قبله لفظ ما أو لم يكن، وهو جواب بعيد، ولذا أصلح بعضهم الشطر الأخير فقال: "وليس قيدا لفظ ما"، وأصلح أيضا فقيل: و: "ذا الأخير كيفما".

      والإشارة في قوله: "كذا" تعود على: "تباشروهن"، و: "لدى" بمعنى: "في" و: "كيفما" شرط حذفت الجملة بعده، والتقدير: كيفما وقع "أصابكم"، هذا على جواب الناظم، وأما على ظاهر العبارة فالتقدير: كيفما وقعت هذه الثلاث، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية