الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    44 - باب الشغار

                                                                                                                                                                    [ 3236 ] قال عبد بن حميد: ثنا عبد الرزاق، أبنا معمر، عن ثابت، عن أنس قال: " أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء حين بايعهن أن لا ينحن فقلن: يا رسول الله، إن نساء أسعدننا في الجاهلية، أفنسعدهن في الإسلام؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا إسعاد في الإسلام، ولا شغار في الإسلام، ولا عقر في الإسلام، ولا جلب في الإسلام، ولا جنب، ومن انتهب فليس منا ".

                                                                                                                                                                    قلت: روى أبو داود منه العقر، والترمذي النهبة وابن ماجه، والنسائي الإسعاد، كلهم من طريق عبد الرزاق، عن معمر به، دون قوله: " لا جلب في الإسلام ولا جنب ".

                                                                                                                                                                    وهو إسناد صحيح على شرط مسلم.

                                                                                                                                                                    [الإسعاد]: يريد تساعد النساء في النياحة. [ ص: 103 ]

                                                                                                                                                                    [والشغار]: هو أن يتزوج أحد الرجلين بنت الآخر أو أخته على أن يزوجه الآخر بنته أو أخته، ليس بينهما مهر غير هذا، وهو من شغر البلد إذا خلا، كأنهما أخليا البضع عن المهر.

                                                                                                                                                                    [والعقر]: عنى به ما كانت الجاهلية تفعله من عقر الإبل على قبر الرجل الشريف.

                                                                                                                                                                    [وجلب]: أي لا يجلب على الخيل في السباق، أو لا يجلب المصدق إليه النعم فيصدقها.

                                                                                                                                                                    [والجنب]: هو الفرس يجنب عريا في السباق، فإذا قارب الغاية ركبه، والأجناب: العرياء واحدهم: جنب.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية