الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 3865 / 1 ] قال أبو يعلى : وثنا أبو الجهم الأزرق بن علي، ثنا يحيى بن أبي بكير، عن عباد ابن كثير، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه; فإن كان غائبا دعا له، وإن كان شاهدا زاره، وإن كان مريضا عاده، ففقد رجلا من الأنصار في اليوم الثالث فسأل عنه، فقيل: يا رسول الله، تركناه مثل الفرخ لا يدخل في رأسه شيء إلا خرج من دبره. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه: عودوا أخاكم قال: فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده وفي القوم أبو بكر وعمر، فلما دخلنا إذا هو كما وصف لنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف [تجدك]؟ قال: لا يدخل شيء في رأسي إلا خرج من دبري. قال: ومم ذاك؟! قال: يا رسول الله، مررت بك وأنت تصلي المغرب فصليت معك وأنت تقرأ هذه السورة: (القارعة ما القارعة ... إلى آخرها: (نار حامية) فقلت: اللهم ما كان من ذنب أنت معذبي عليه في الآخرة فعجل لي عقوبته في الدنيا، فتراني كما ترى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لبئس ما قلت، ألا سألت الله أن يؤتيك في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ويقيك عذاب النار؟! قال: فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بذلك، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم قال: فقام كأنما نشط من عقال. قال: فلما خرجنا قال عمر: يا رسول الله، [حضضتنا] آنفا على عيادة المريض، فما لنا في ذلك؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المرء المسلم إذا خرج من بيته يعود أخاه المسلم خاض في الرحمة إلى حقويه; فإذا جلس عند المريض غمرته الرحمة، وغمرت المريض الرحمة، وكان المريض في ظل عرشه وكان العائد في [ ص: 420 ] ظل قدسه، ويقول الله لملائكته: انظروا كم احتبسوا عند المريض العواد، قال: تقول: أي رب، فواقا - إن كان احتبسوا فواقا - فيقول الله لملائكته: اكتبوا لعبدي عبادة ألف سنة. قال: إن كان احتبسوا ساعة فيقول: اكتبوا له دهرا - والدهر عشرة آلاف سنة - إن مات قبل ذلك دخل الجنة، وإن عاش لم تكتب عليه خطيئة واحدة، وإن كان صباحا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وكان في خرافة الجنة، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان في خراف الجنة".

                                                                                                                                                                    [ 3865 / 2 ] رواه أبو الفرج بن الجوزي في كتاب الموضوعات من طريق عباد بن كثير أخبرني ابن لأبي أيوب، حدثني أبي، عن جدي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (ح)

                                                                                                                                                                    وحدثني به أبي، عن أنس "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فقد الرجل انتظره ثلاثة أيام; فإذا كان ثلاثة أيام سأل عنه ... " الحديث بطوله قال ابن الجوزي : هذا الحديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به عباد بن كثير.

                                                                                                                                                                    قال أحمد بن حنبل: روى أحاديث كذب لم يسمعها. وقال يحيى: ليس بشيء في الحديث.

                                                                                                                                                                    وقال البخاري والنسائي : متروك.

                                                                                                                                                                    قلت: لم ينفرد به عباد بن كثير; بل أصله صحيح كما رواه أبو يعلى في الطرق الآتية من هذا الباب.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية