الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 4035 ] قال أبو بكر بن أبي شيبة: وثنا عبد الله بن نمير، ثنا يزيد بن [زياد] بن أبي الجعد، ثنا أبو صخرة جامع بن شداد، عن طارق بن عبد الله المحاربي قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين: مرة بسوق ذي المجاز - وأنا في بياعة لي أبيعها - ومر وعليه جبة له حمراء، وهو ينادي بأعلى صوته: أيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، قال: ورجل يتبعه بالحجارة قد أدمى كعبيه وعرقوبيه ويقول: يا أيها الناس لا تطيعوه فإنه كذاب، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا غلام بني عبد المطلب. قلت: فمن هذا الذي يتبعه يرميه؟ قالوا: عمه عبد العزى - وهو أبو لهب - قال: فلما ظهر الإسلام قبل المدينة أقبلنا في ركب من الربذة، حتى نزلنا قريبا من المدينة ومعنا ظعينة لنا قال: فبينا نحن قعود إذ أتانا رجل عليه ثوبان أبيضان فسلم، فرددنا عليه، فقال: من أين أقبل القوم؟ قلنا: من الربذة وجنوب الربذة، قال: ومعنا جمل أحمر. قال: تبيعوني الجمل؟ قال: قلنا: نعم. قال: بكم؟ (قال: قلت): بكذا وكذا صاعا من تمر. قال: فما استنقصنا شيئا، وقال: قد أخذته، قال: ثم أخذ برأس الجمل حتى دخل المدينة فتوارى عنا، فتلاومنا بيننا، قلنا: أعطيتم جملكم رجلا لا تعرفونه. قالت الظعينة: لا تلوموا أنفسكم، فلقد رأيت وجها ما كان ليخفركم، ما رأيت رجلا أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه. قال: فلما كان العشاء أتى رجل فقال: السلام عليكم، إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم وإنه يأمركم أن تأكلوا حتى [ ص: 508 ] تشبعوا، وتكتالوا حتى تستوفوا. فأكلنا حتى شبعنا واكتلنا حتى استوفينا، قال: فلما كان من الغد دخلنا المدينة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب الناس وهو يقول: يا أيها الناس، يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول: أمك وأباك وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك.

                                                                                                                                                                    فقام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذين قتلوا فلانا في الجاهلية، فخذ لنا بثأرنا منه قال: فرفع يديه حتى رأيت بياض [إبطيه] فقال: ألا لا تجني أم على ولد، ألا لا تجني أم على ولد".


                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية