الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 3384 / 1 ] قال الطيالسي: وثنا محمد بن أبي حميد، أخبرني عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري، عن أبيه قال: " أتى عمر بن الخطاب على عمرو بن أمية وهو يسوم بمرط في السوق، فقال: يا عمرو، ما تصنع؟ قال: أشتري هذا فأتصدق به. فقال له عمر: فأنت إذا. قال: ثم مضى، ثم رجع فقال: يا عمرو، ما صنع المرط؟ فقال: اشتريته فتصدقت به. قال: على من؟ قال: على الرفيقة. قال: ومن الرفيقة؟ قال: امرأتي. قال: وتصدقت به على امرأتك؟ قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما أعطيتموهن من شيء فهو لكم صدقة. فقال: يا عمرو، لا تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والله لا أفارقك حتى نأتي عائشة فنسألها. قال: فانطلقنا حتى دخلنا على عائشة، فقال لها عمرو: يا أمتاه، هذا عمر يقول لي: لا تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم نشدتك بالله، أسمعت [ ص: 182 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما أعطيتموهن من شيء فهو لكم صدقة؟ فقالت: اللهم نعم، اللهم نعم ".

                                                                                                                                                                    [ 3384 / 2 ] رواه إسحاق بن راهويه: أبنا النضر بن شميل، ثنا أبو إبراهيم المدني - وهو محمد بن أبي حميد - حدثني عبد الله بن عمرو بن أمية، عن أبيه قال: " خرج عمرو بن أمية في السوق، فبينما هو يساوم بمرط إذ طلع عليه عمر بن الخطاب ، فقال: ما هذا يا عمرو؟ قال: أريد أن أشتريه، ثم أتصدق به. فقال: أنت إذا أنت. فنفذ عمر، فابتاعه عمرو، فدخل على زوجته فقال: تصدقت به عليك. ثم خرج إلى السوق فجلس في مجلسه، فلقيه عمر بن الخطاب فقال: ما فعل المرط؟ فأخبره، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما أعطيتموهن من شيء فهو لكم صدقة. فقال عمر: لا تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فنادى من الباب: يا أمتاه. فقالت: لبيك يا عمرو، ما لك؟ فقال: إن عمر يقول: لا تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشدك الله، هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما أعطيتموهن من شيء فهو لكم صدقة؟ فقالت: اللهم نعم ".

                                                                                                                                                                    [ 3384 / 3 ] قال: وأبنا أبو عامر العقدي، ثنا محمد بن أبي حميد، عن عبد الله بن عمرو بن أمية، عن أبيه " أن عمرو بن أمية خرج إلى السوق فساومه بمرط... " فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 3384 / 4 ] قال عبد الله بن شيرويه: ثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو بكر بن أبي الأسود، ثنا حميد بن الأسود، عن محمد بن أبي حميد، حدثني عبد الله بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن جده " أنه خرج إلى السوق يسوم بمرط... " فذكره، وذكر عائشة في الحديث.

                                                                                                                                                                    قلت: محمد بن أبي حميد ضعيف، وليس لقوله " عن جده " في الإسناد الأخير معنى، والحديث عن عمرو بن أمية.

                                                                                                                                                                    [ 3384 / 5 ] فقد أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده: ثنا عبد الوهاب بن همام، ثنا محمد بن أبي حميد، عن عبد الله بن عمرو، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، [ ص: 183 ] ولم يذكر القصة، ولا حديث عائشة، وليس لأمية صحبة.

                                                                                                                                                                    ورواه النسائي في الكبرى من وجه آخر، من رواية الزبرقان بن عبد الله بن عمر وابن أمية، عن أبيه، عن عمرو به.

                                                                                                                                                                    [ 3384 / 6 ] ورواه أبو يعلى الموصلي: ثنا محمد بن عباد، ثنا حاتم، ثنا يعقوب بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن أمية حدثني الزبرقان بن عبد الله بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن عمرو بن أمية قال: " مر عثمان بن عفان - أو عبد الرحمن بن عوف - بمرط واستغلاه، فمر به على عمرو بن أمية فاشتراه فكساه امرأته سخيلة بنت عبيدة بن الحارث بن المطلب، فمر به عثمان - أو عبد الرحمن بن عوف - فقال: ما فعل المرط الذي ابتعت؟ قال عمرو: تصدقت به على سخيلة بنت عبيدة. فقالت: إن كل ما صنعت إلى أهلك صدقة. قال عمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذاك. فذكر ما قال عمرو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صدق عمرو، كل ما صنعت إلى أهلك فهو صدقة عليهم ".

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية