الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 3215 / 1 ] قال أبو يعلى الموصلي: وثنا عبد الأعلى وخلف قالا: ثنا داود بن عبد الرحمن حدثني ابن - خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما يحملكم على أن تتابعوا كما يتتابع الفراش في النار؟! كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث خصال: رجل كذب امرأته ليرضيها، ورجل كذب بين امرأين ليصلح بينهما، ورجل كذب في خديعة حرب ".

                                                                                                                                                                    [ 3215 / 2 ] قال: وثنا داود بن رشيد وغيره - وهذا لفظ داود - ثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى ضاحية مضر، فنزلوا بأرض صحراء، فلما أصبحوا إذا هم بقبة، وإذا بفنائها غنم مراحة، فأتوا صاحب الغنم فوقفوا عليه، فقالوا: اجزرنا. فأخرج لهم شاة فسحطوها، ثم أخرج لهم شاة أخرى فسحطوها، وقال: ما في غنمي إلا فحلها أو شاة ربي، فأخذوا شاة من الغنم، فلما افترقوا وأظهروا، وليس معهم ظلال يستظلون بها من الحر وهم بأرض لا ظلال فيها، وقد قال الأعرابي غنمه في ظلته، فقالوا: نحن أحق بالظل من هذه الغنم. فأتوه فقالوا: أخرج غنمك فنستظل في هذا الظل. فقال: إنكم متى تخرجون غنمي تمرض وتطرح أولادها، وأنا امرؤ قد زكيت وأسلمت. فأخرجوا غنمه، فلم تكن إلا ساعة من نهار حتى تناعرت فطرحت أولادها، فأقبل الأعرابي سريعا حتى قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي صنع به، فغضب من ذلك غضبا شديدا، ثم أجلسه حتى قدم القوم فسألهم، فقالوا: كذب. فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الغضب، فقال الأعرابي: والذي أقسم به إني لأرجو أن يخبرك الله بخبري وخبرهم. فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صادق، فانتجاهم رجلا رجلا، فما انتجى منهم رجلا فناشده الله إلا حدثه كما حدثه الأعرابي. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس، لا يحملنكم أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار، كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث خصال: امرؤ كذب امرأته لترضى عنه، أو رجل كذب بين امرأين مسلمين ليصلح بينهما، أو رجل كذب في خديعة حرب ". [ ص: 89 ]

                                                                                                                                                                    قلت: رواه الترمذي في الجامع باختصار من طريق ابن خثيم، وقال: حسن، لا نعرفه من حديث أسماء إلا من حديث ابن خثيم.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية