الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 3123 / 1 ] قال أبو يعلى الموصلي: ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن كنانة بن نعيم العدوي، عن أبي برزة الأسلمي " أن جليبيبا كان امرأ من الأنصار، وكان يدخل على النساء ويتحدث إليهن، قال أبو برزة: فقلت لامرأتي: اتقوا؛ لا تدخلن عليكن جليبيبا. قال: وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان لأحدهم ابنة لم يزوجوها حتى يعلم هل للرسول صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أو لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لرجل من الأنصار: يا فلان، زوجني ابنتك. قال: نعم، ونعمة عين. قال: إني لست لنفسي أريدها. قال: فلمن؟ قال: لجليبيب. قال: يا رسول الله نستأمر أمها، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك. قالت: نعم، ونعمة عين تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه ليس لنفسه يريدها قالت: فلمن؟ قال: لجليبيب. قالت. حلقى لجليبيب الابنة! لا لعمر الله لا تزوج جليبيبا. فلما قام أبوها ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم قالت الفتاة من خدرها: من خطبني إليكم؟ قالا: رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره؟! ارفعوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لن يضيعني. فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: شأنك بها؛ فزوجها جليبيبا. قال حماد: قال لي إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قلت لثابت : هل تدري ما دعا [ ص: 36 ] لها به؟ قلت: وما دعا لها به؟ قال: اللهم صب الخير عليها صبا، ولا تجعل عيشها كدا كدا. قال ثابت: فزوجها إياه، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغزى له فأفاء الله عليه. قال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: نفقد فلانا وفلانا. ثم قال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: لا. قال: لكني أفقد جليبيبا، فاطلبوه في القتلى. فنظروا فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقتل سبعة؟! فذا مني وأنا منه - يقولها سبعة - فوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه ما له سرير إلا ساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضعه في قبره، قال ثابت: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها ".

                                                                                                                                                                    قلت: في الصحيح طرف منه.

                                                                                                                                                                    [ 3123 / 2 ] ورواه أحمد بن حنبل: ثنا عفان، عن حماد بن سلمة.

                                                                                                                                                                    وسيأتي لفظه في كتاب المناقب في مناقب جليبيب.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية