الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    3 - باب فيمن ارتد عن الإسلام.

                                                                                                                                                                    [ 3469 / 1 ] قال أبو داود الطيالسي: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك: أن رجلا كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا أملى عليه " سميعا بصيرا " كتب " سميعا عليما " وإذا كان " سميعا عليما " كتب " سميعا بصيرا " وكان قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان من قرأهما قرأ قرآنا كثرا، فتنصر الرجل فقال: إنما كنت أكتب ما شئت عند محمد صلى الله عليه وسلم قال: فمات فدفن فلفظته الأرض، ثم دفن فلفظته الأرض. قال أنس: قال أبو طلحة: فأنا رأيته منبوذا على ظهر الأرض ".

                                                                                                                                                                    [ 3469 / 2 ] رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن منيع: ثنا يزيد بن هارون، أبنا حميد، عن أنس: " أن رجلا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وكان قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يملي عليه " عليما حكيما " فيقول: أكتب: " سميعا بصيرا " فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب كيف شئت. وكان يملي عليه: " غفورا رحيما " فيقول: أكتب: " عليما حكيما " فيقول له: اكتب ما شئت. فارتد ذلك عن الإسلام ولحق بالمشركين. وقال: أنا أعلم بمحمد، إن كنت لأكتب كيف شئت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الأرض لا تقبله. فمات فدفن فلم تقبله الأرض. قال أبو طلحة: فقدمت الأرض التي مات فيها فوجدته منبوذا فقلت: ما شأن هذا؟ ! قالوا: قد دفناه مرارا فلم تقبله الأرض.

                                                                                                                                                                    [ 3469 / 3 ] ورواه عبد بن حميد: ثنا هاشم بن القاسم، ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: " كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب. قال: فرفعوه. وقالوا: هذا كان يكتب لمحمد وأعجبوا به، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم فحفروا له وواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، ثم عادوا فحفروا له وواروه فأصبحت الأرض فنبذته على وجهها، فتركوه منبوذا ".

                                                                                                                                                                    [ 3469 / 4 ] قال: وثنا سلم بن قتيبة، ثنا سليمان بن المغيرة، عن [ ص: 232 ] ثابت، عن أنس بن مالك " أن كاتبا كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحق بالمشركين، فقال: أنا كاتب محمد أختار دينكم. فأكرموه، قال: فأكرم. فلم يلبث أن مات فحفروا له فرمت به الأرض، ثم حفروا له فرمت به الأرض، فألقي في بعض تلك الشعاب ".

                                                                                                                                                                    [ 3469 / 5 ] قال: وحدثني سليمان بن حرب، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس " أن رجلا كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن... " فذكر مثل حديث الطيالسي.

                                                                                                                                                                    [ 3469 / 6 ] ورواه ابن حبان في صحيحه: ثنا عمر بن محمد الهمداني، ثنا محمد بن عبد الأعلى، ثنا معتمر بن سليمان، سمعت حميدا، سمعت أنسا قال: كان رجل يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وكان قد قرأ البقرة وآل عمران عد فينا ذو شأن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يملي عليه: " غفورا رحيما " فيكتب " عفوا غفورا ". فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب. ويملي عليه: " عليما حكيما " فيكتب: " سميعا بصيرا " فيقول النبي: اكتب أيهما شئت. فارتد ذلك عن الإسلام... فذكر مثل حديث أبي بكر بن أبي شيبة.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية