الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 3693 ] وقال أبو يعلى الموصلي: ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن المقداد بن عمرو الكندي قال: "قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من أصحابي فطلبنا هل يضيفنا أحد؟ فلم يضيفنا أحد، فدفع إلينا أربعة أعنز فقال: يا مقداد، خذ هذه فاحلبها فجزئها أربعة أجزاء: جزءا لي، وجزءا لك، وجزأين لصاحبيك. فكنت أفعل ذلك، فلما كان ذات ليلة شربت جزئي وشرب صاحباي جزئيهما وجعلت جزء النبي صلى الله عليه وسلم في القعب وأطبقت عليه، فاحتبس النبي صلى الله عليه وسلم فقالت لي نفسي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعاه أهل بيت من المدينة فتعشى معهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحتاج إلى هذا، فلم تزل نفسي تريدني حتى قمت إلى القعب فشربت ما فيه، فلما تقار في بطني أخذني ما قدم وما حدث، فقالت نفسي: يجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جائع ظمآن فيرفع القعب فلا يجد فيه شيئا فيدعو عليك فتسجيت كأني نائم وما كان لي نوم، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم [ ص: 333 ] تسليمة أسمع اليقظان ولم يوقظ النائم، فلما لم ير في القعب شيئا رفع رأسه إلى السماء، فقال: اللهم أطعم من أطعمنا واسق من سقانا. فاغتنمت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت الشفرة وأنا أريد أن أذبح بعض تلك الأعنز فأطعمه، فضربت يدي فوقعت على ضرعها، فإذا هي حافلة، ثم نظرت إليهن جميعا فإذا هن حفل، فحلبت في القعب حتى امتلأ، ثم أتيته به وأنا أتبسم فقال: هيه بعض سوءاتك يا مقداد. فقلت: يا رسول الله، اشرب ثم الخبر فشرب ثم شربت ما بقي فيه ثم أخبرته، فقال: يا مقداد، هذه بركة كان ينبغي لك أن تعلمني حتى توقظ صاحبينا فنسقيهما من هذه البركة. قال: فقلت: يا رسول الله، إذا شربت أنت وأنا البركة فما أبالي من أخطأت ".

                                                                                                                                                                    قلت: رواه مسلم في صحيحه باختصار.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية