الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 3512 ] قال الحارث بن أبي أسامة: وثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: " من عمل عمل قوم لوط فاقتلوه ".

                                                                                                                                                                    هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عبد الله بن محمد بن عقيل، وكذب داود بن المحبر. [ ص: 255 ]

                                                                                                                                                                    وله شاهد من حديث ابن عباس، رواه أصحاب السنن الأربعة.

                                                                                                                                                                    قال البغوي: اختلف أهل العلم في حد اللوطي:

                                                                                                                                                                    فذهب قوم إلى أن حد الفاعل حد الزنا إن كان محصنا يرجم، وإن لم يكن محصنا يجلد مائة، وهو قول سعيد بن المسيب وعطاء بن أبي رباح والحسن وقتادة والنخعي، وبه قال الثوري والأوزاعي، وهو أظهر قولي الشافعي، ويحكى أيضا عن أبي يوسف ومحمد بن الحسن، وعلى المفعول به عند الشافعي على هذا القول جلد مائة وتغريب عام، رجلا كان أو امرأة، محصنا كان أو غير محصن.

                                                                                                                                                                    وذهب قوم إلى أن اللوطي يرجم محصنا كان أو غير محصن، رواه سعيد بن جبير ومجاهد، عن ابن عباس، وروي ذلك عن الشعبي، وبه قال الزهري وهو قول مالك وأحمد وإسحاق، وروى حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي قال:

                                                                                                                                                                    " لو كان أحد يستقيم أن يرجم مرتين لرجم اللوطي ".

                                                                                                                                                                    والقول الآخر للشافعي: أنه يقتل الفاعل والمفعول به كما جاء في الحديث.

                                                                                                                                                                    وقال الحافظ المنذري: حرق اللوطية بالنار أربعة من الخلفاء: أبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير، وهشام بن عبد الملك.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية