الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    57 - باب تزويج فاطمة بعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما وما يستحب من القصد في الصداق

                                                                                                                                                                    [ 3271 / 1 ] قال مسدد: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل سمع عليا رضي الله عنه بالكوفة يقول: " أردت أخطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت أنه لا شيء لي، ثم ذكرت عائدته وصلته فخطبتها، فقال: أين درعك الحطمية التي أعطيتكها يوم كذا وكذا؟ قال: هي عندي. قال: فأعطها إياها. ثم قال: لا تحدث شيئا حتى آتيكما. فأتانا وعلينا قطيفة - أو كساء - فلما رأيناه تخشخشنا، فدعا بماء وأتى بإناء فدعا فيه، ثم رشه علينا فقلت: يا رسول الله، أينا أحب إليك؟ قال: هي أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها ".

                                                                                                                                                                    [ 3271 / 2 ] قال: وثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن عكرمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ضم إليك أهلك. قال: ما عندي شيء. قال: أعطها درعك الحطمية ".

                                                                                                                                                                    [ 3271 / 3 ] ورواه الحميدي عن سفيان. فذكره وزاد: " التي أعطيتكها يوم بدر ".

                                                                                                                                                                    [ 3271 / 4 ] ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، أخبرني من سمع عليا يقول: " أردت أن أخطب... " فذكر مثل حديث الحميدي.

                                                                                                                                                                    [ 3271 / 5 ] ورواه أبو يعلى الموصلي: ثنا نصر بن علي، أخبرني العباس بن جعفر بن زيد بن طلق العبدي، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: " لما تزوجت فاطمة قلت: يا رسول الله، ما أبيع، فرسي أو درعي؟ قال: بع درعك. فبعتها بثنتي عشرة أوقية، فكان ذلك مهر فاطمة ". [ ص: 121 ]

                                                                                                                                                                    [ 3271 / 6 ] قال: وثنا عبد الله بن عمر بن أبان، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، ثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: قال علي بن أبي طالب: " زوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة على درع حديد حطمية، وكان سلحنيها وقال: ابعث بها إليها تحللها بها. فبعثت بها إليها، والله ما ثمنها كذا، أو أربعمائة درهم ".

                                                                                                                                                                    [ 3271 / 7 ] ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا أحمد بن خالد، ثنا محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن علي قال: " لقد خطبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لي مولاة لي: هل علمت أن فاطمة تخطب؟ قلت: لا - أو نعم - قالت: فاخطبها إليه. قال: قلت: وهل عندي شيء أخطبها عليه؟ قال: فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت عليه وكنا نجله ونعظمه - فلما جلست بين يديه لجمت حتى ما استطعت الكلام. فقال: هل لك من حاجة؟ فسكت. فقالها ثلاث مرات. قال: لعلك جئت تخطب فاطمة ؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: عندك من شيء تستحلها به؟ قال: قلت: لا والله يا رسول الله قال: فما فعلت بالدرع التي كنت سلحتها؟ قال علي: والله إنها لدرع حطمية ما ثمنها إلا أربعمائة درهم، قال: اذهب فقد زوجتكها، فابعث بها إليها فاستحلها به ".

                                                                                                                                                                    [ 3271 / 8 ] وعن الحاكم رواه البيهقي في سننه به.

                                                                                                                                                                    [ 3271 / 9 ] قال: وأبنا علي بن أحمد المقرئ قال: أبنا الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا مسدد... فذكره.

                                                                                                                                                                    تخشخشنا أي: تحركنا. قاله صاحب الغريب. وهو بفتح الخاءين المعجمتين، وسكون الشينين المعجمتين. [ ص: 122 ]

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية