الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    8 - باب فيمن اشتكى الشبق والجوع.

                                                                                                                                                                    [ 3113 / 1 ] قال عبد بن حميد: ثنا عبد الرحيم بن هارون الواسطي الغساني، ثنا فائد ابن عبد الرحمن، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: " والله إنا لجلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه أعرابي فقال: يا رسول الله، أهلكني الشبق والجوع! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أعرابي، الشبق والجوع؟ قال: هو ذاك. قال: فاذهب فأول امرأة تلقاها ليس لها زوج فهي امرأتك. قال الأعرابي: فدخلت نخل بني النجار فإذا جارية تخترف في زنبيل، فقلت لها: يا ذات الزنبيل، هل لك زوج؟ قالت: لا. قال: انزلي، فقد زوجنيك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فنزلت فانطلقت معها إلى منزلها. فقالت لأبيها: إن هذا الأعرابي أتانا وأنا أخترف في الزنبيل، فسألني: هل لك زوج؟ فقلت: لا. فقال: انزلي فقد زوجنيك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخرج أبو الجارية إلى الأعرابي، فقال الأعرابي: ما ذات الزنبيل منك؟ قال: ابنتي. قال: هل لها زوج؟ قال: لا. قال: فقد زوجنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت الجارية وأبو الجارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لها زوج؟ فقال: لا. قال: اذهب فأحسن جهازها ثم ابعث بها إليه فانطلق أبو الجارية فجهز ابنته، وأحسن القيام عليها، ثم بعث معها بتمر ولبن، فجاءت به إلى بيت الأعرابي، وانصرف الأعرابي إلى بيته فرأى جارية مصنعة، ورأى تمرا ولبنا، فقام إلى الصلاة، فلما طلع الفجر غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وغدا أبو الجارية على ابنته. فقالت: والله ما قربنا ولا قرب تمرنا ولا لبننا. قال: فانطلق أبو الجارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فدعا الأعرابي فقال: يا أعرابي، ما منعك أن تكون ألممت بأهلك؟ قال: يا رسول الله، انصرفت من عندك ودخلت المنزل فإذا بجارية مصنعة، ورأيت تمرا ولبنا، فكان يجب علي أن أحيي ليلتي إلى الصبح. فقال: يا أعرابي، اذهب فألم بأهلك ".

                                                                                                                                                                    هذا إسناد ضعيف؛ فائد بن عبد الرحمن ضعيف، ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وأبو أحمد الحاكم والساجي والعقيلي، وقال الحاكم: روى عن ابن أبي أوفى أحاديث موضوعة. انتهى. [ ص: 31 ]

                                                                                                                                                                    وعبد الرحيم الراوي عنه كذبه الدارقطني، وحسن له الترمذي ، وقال ابن حبان في الثقات: يعتبر حديثه إذا حدث عن الثقات من كتابه؛ فإن فيما حدث من حفظه بعض المناكير.

                                                                                                                                                                    [ 3113 / 2 ] وأورد أبو الفرج بن الجوزي هذا الحديث في كتاب الموضوعات فقال: أبنا عبد الأول بن عيسى، أبنا الداودي، أبنا ابن أعين السرخسي، ثنا إبراهيم بن خريم، ثنا عبد بن حميد... فذكره.

                                                                                                                                                                    وقال: هذا حديث لا يصح، فيه آفتان: إحداهما فائد، والثانية عبد الرحيم بن هارون، والظاهر أن البلاء منه.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية