الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب فضائل علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبي الحسن الهاشمي رضي الله عنه.

                                                                            قتل في رمضان بالكوفة سنة أربعين وهو ابن ثمان وخمسين.

                                                                            3906 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا قتيبة بن سعيد ، نا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبي حازم ، أخبرني سهل بن سعد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : "لأعطين لهذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله"، قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس، غدوا على [ ص: 112 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: "أين علي بن أبي طالب ؟" قالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: "فأرسلوا إليه"، فأتي به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية، فقال علي : يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: "انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه مسلم ، أيضا عن قتيبة بن سعيد .

                                                                            قوله: "يدوكون"، أي: يخوضون، يقال: الناس في دوكة، أي في اختلاط وخوض، وأصله من الدوك، وهو السحق، وتسمى صلابة الطيب مداكا، شبه الأمر فيه بمن دق شيئا ليستخرج لبه ويعلم باطنه، وأراد بحمر النعم: حمر الإبل وهي أعزها وأنفسها يريد: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك أجرا وثوابا من أن تكون لك حمر النعم فتتصدق بها. [ ص: 113 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية