الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب الرياء والسمعة.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ) ، وقال عز وجل: ( لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ) .

                                                                            وقيل في تفسير قوله عز وجل: ( كل شيء هالك إلا وجهه ) أي: إلا ما أريد به وجه الله، وروي عن مجاهد ، في قوله عز وجل: ( ومكر أولئك هو يبور ) ، قال: أصحاب الرياء.

                                                                            وقال سعيد بن جبير ، في قوله عز وجل: ( وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله ) ، قال: ما أعطيتم من عطية لتثابوا عليها في الدنيا، فليس فيها أجر.

                                                                            وقيل، في قوله سبحانه وتعالى: ( ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) أي: لا يعبد معه غيره، ولا يعمل عملا فيه رياء وسمعة، ولا يكتسب الدنيا بعمل الآخرة. [ ص: 323 ] .

                                                                            4134 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا أبو نعيم ، نا سفيان ، عن سلمة هو ابن كهيل، قال: سمعت جندبا، يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سمع، سمع الله به، ومن يرائي، يرائي الله به".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه مسلم ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن وكيع ، عن سفيان .

                                                                            قوله: "من سمع سمع الله به"، يريد: من عمل عملا على غير إخلاص، وإنما يريد أن يراه الناس ويسمعوه.

                                                                            قوله: "سمع الله به"، يريد: يجازيه على ذلك بأن يشهره ويفضحه، فيبدو عليه ما كان يسره من ذلك.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية