الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3825 - أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف الفربري ، نا محمد بن إسماعيل البخاري ، نا سعيد بن عفير ، حدثني الليث ، حدثني عقيل ، عن ابن شهاب ، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد به وجعه، استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي، فأذن له، فخرج وهو بين الرجلين تخط رجلاه في الأرض بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر ، قال عبيد الله : فأخبرت عبد الله بالذي قالت عائشة ، فقال لي عبد الله بن عباس : هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة ؟ قال: قلت: لا، قال ابن عباس هو علي بن أبي طالب ، فكانت عائشة تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل بيتي، واشتد به وجعه، قال: "هريقوا [ ص: 43 ] علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس"، فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب حتى طفق يشير إلينا بيده أن قد فعلتن، قالت: ثم خرج إلى الناس، فصلى لهم وخطبهم، وأخبرني عبيد الله بن عبد الله ، أن عائشة ، وابن عباس ، قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم، كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، يحذر ما صنعوا.

                                                                            هذا حديث صحيح.

                                                                            الأوكية جمع الوكاء: وهو الخيط، قوله: "لم تحلل أوكيتهن"، لأن الماء الذي لم يحلل عنه الوكاء يكون أطهر لعدم وصول الأيدي إليه، وخص عدد السبع تبركا بها، لأنها تقع في كثير من أمور الشريعة، والمخضب: شبه المركن، وهي إجانة يغسل فيها الثياب.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية