الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة.

                                                                            3795 - أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا زكريا بن يحيى ، حدثنا عبد الله بن نمير ، نا هشام ، عن أبيه، [ ص: 9 ] عن عائشة ، قال: أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق، رماه رجل من قريش، يقال له: حبان ابن العرقة رماه في الأكحل، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل وهو ينفض رأسه من الغبار، فقال: " قد وضعت السلاح؟ والله ما وضعته، اخرج إليهم.

                                                                            قال النبي صلى الله عليه وسلم : فأين؟ فأشار إلى بني قريظة، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلوا على حكمه "، فرد الحكم إلى سعد ، قال: فإني أحكم فيهم أن يقتل المقاتلة، وأن تسبى النساء والذرية، وأن تقسم أموالهم، قال هشام : فأخبرني أبي ، عن عائشة ، أن سعدا قال: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء، فأبقني له حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت وضعت الحرب فافجرها، واجعل موتي فيها، فانفجرت من لبته، فلم يرعهم، وفي المسجد خيمة من بني غفار، إلا الدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة، [ ص: 10 ] ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذو جرحه دما، فمات منها.


                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه مسلم ، عن أبي كريب ، عن ابن نمير .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية