الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب مناقب سعد بن معاذ الأنصاري أبي عمرو .

                                                                            مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة رضي الله عنه.

                                                                            3980 أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن ، أنا أبو [ ص: 180 ] سعيد الصيرفي، نا أبو العباس الأصم ، نا أحمد بن عبد الجبار ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لقد اهتز العرش لموت سعد بن معاذ ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته أخرجه محمد ، عن محمد بن المثنى ، عن الفضل بن مساور ختن أبي عوانة ، وأخرجه مسلم ، عن عمرو الناقد ، عن عبد الله بن إدريس الأودي، كلاهما عن الأعمش .

                                                                            وعن الأعمش ، قال أبو صالح ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ".

                                                                            قوله: "اهتز"، أي: ارتاح بروحه حين صعد به، قيل: أراد بالاهتزاز السرور والاستبشار، ومعناه: أن حملة العرش فرحوا بقدوم روحه، فأقام العرش مقام من حمله، كقوله: "هذا جبل يحبنا ونحبه"، أي: أهله.

                                                                            قلت: والأولى إجراؤه على ظاهره، وكذلك قوله عليه السلام: "أحد جبل يحبنا ونحبه"، ولا ينكر اهتزاز ما لا روح فيه بالأنبياء والأولياء، كما اهتز أحد وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ، وعمر ، [ ص: 181 ] وعثمان ، وكما اضطربت الأسطوانة على مفارقته.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية