الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4044 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث ، أنا أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي ، أنا عبد الله بن محمود ، أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ، نا عبد الله بن المبارك ، عن يحيى بن أيوب ، حدثني عبيد الله بن [ ص: 246 ] زحر، عن علي بن يزيد ، عن القاسم أبي عبد الرحمن ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ ، ذو حظ من الصلاة، أحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر، وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع، وكان رزقه كفافا، فصبر على ذلك، ثم نقد بيده، فقال: عجلت منيته، قلت بواكيه، قل تراثه ".

                                                                            وبهذا الإسناد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا، فقلت: لا يا رب، ولكن أشبع يوما، وأجوع يوما، أو قال ثلاثا أو نحو هذا، فإذا جعت تضرعت إليك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك ".

                                                                            قال أبو عيسى : والقاسم هذا هو ابن عبد الرحمن ، ويكنى أبا عبد الرحمن وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية وهو شامي ثقة، وعلي بن يزيد يضعف، ويكنى أبا عبد الملك .

                                                                            قوله: "خفيف الحاذ"، أي: خفيف الحال قليل المال، وأصله قلة اللحم، والحال والحاذ واحد، وهو ما وقع عليه اللبد من متن الفرس، "وكان غامضا"، أي: [ ص: 247 ] مستور الحال، "وكان رزقه كفافا"، أي: لا يفضل عما لا بد منه.

                                                                            قوله: نقد بيده، أي: ضرب من قولهم نقدت رأسه بأصبعي، أي: ضربته، والتراث: الميراث، قال الله سبحانه وتعالى: ( وتأكلون التراث أكلا لما ) .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية