الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            4117 - أخبرنا القاضي أبو عمرو محمد بن عبد الرحمن النسوي ، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أنا محمد بن يعقوب الأصم ، نا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي ، نا بقية بن الوليد ، نا أبو بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي يعلى شداد بن أوس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 309 ] قال: "إن الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، وإن العاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله".

                                                                            قوله: "دان نفسه" أي: استعبدها، وأذلها يقال: دنت القوم أدينهم: إذا فعلت ذلك بهم، وقيل: "دان نفسه"، أي: حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب في القيامة.

                                                                            قال عمر بن الخطاب : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتجهزوا للعرض الأكبر، وإنما يخف الحساب يومئذ على من حاسب نفسه في الدنيا، وقال: كفى بالمرء سرفا أن يأكل كل ما اشتهى، قال أبو حازم : شيئان إذا عملت بهما أصبت بهما خير الدنيا والآخرة، قيل: ما هما؟ قال: تحمل ما تكره إذا أحبه الله، وتترك ما تحب إذا كره الله.

                                                                            وقال ابن مسعود : الحق ثقيل مري، والباطل خفيف وبي، ورب شهوة ساعة، أورثت حزنا طويلا.

                                                                            ويروى مثله، عن حذيفة بن اليمان .

                                                                            قال أبو الدرداء : لولا ثلاث، لصلح الناس: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه.

                                                                            قال ابن عباس : ليأتين على الناس زمان يكون همة أحدهم فيه بطنه ودينه هواه. [ ص: 310 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية