الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            3994 - أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أنا حاجب بن أحمد الطوسي ، نا محمد بن حماد ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، عن أم مبشر ، عن حفصة ، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأرجو ألا يدخل النار - إن شاء الله - أحد شهد بدرا أو الحديبية [ ص: 194 ] قالت: قلت: يا رسول الله، أليس قد قال الله: ( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ) ، قال: " فكم تسمعينه يقول: ( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ) ".

                                                                            هذا حديث صحيح أخرجه مسلم ، عن هارون بن محمد ، عن حجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن أم مبشر ، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة .

                                                                            قلت: قد قيل في قوله سبحانه وتعالى: ( وإن منكم إلا واردها ) الورود عند العرب: موافاة المكان قبل دخوله، بدليل قوله سبحانه وتعالى: ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ) ، وقد يكون الورود دخولا، وهو المراد من قوله عز وجل: ( وإن منكم إلا واردها ) ، قاله ابن عباس ، وهذا مذهب أهل السنة، وقالوا: النار يدخلها البر والفاجر، ثم ينجي الله المؤمنين، لأن النجاة إنما تكون مما دخل فيه، وأيضا قال: ( ونذر الظالمين فيها جثيا ) ، هذا يدل على أن الكل داخلوها، فأخرج الله البعض، وترك البعض.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية